“إن حضور خليفة القديس بطرس في منغوليا سيقدّم تشجيعًا حقيقيًا لجميع المؤمنين والمرسلين” وسيبعث شعورًا بالفرح العميق والنعمة”، هذا ما قاله في مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز الكاردينال جورجيو مارينجو المدبِّر الرسولي للعاصمة المنغولية أولانباتار، معبِّرًا عن سعادته بتلقي إعلان يوم السبت عن قيام البابا فرنسيس بزيارة رسولية إلى البلاد في هذا الصيف.
قال الكاردينال مارينجو إنه أمر ذات أهمية كبيرة! أولاً نحن نقبل هذا التأكيد الرسمي بفرح عميق وشكر. لقد تلقيت العديد من الرسائل الحماسية من العديد من الأشخاص، هنا في منغوليا وإنما أيضًا من جميع أنحاء العالم. إنّه خبر سار حقًا. وهذه الزيارة هي علامة مهمة جدًا للكنيسة في منغوليا، وعلامة لاهتمام وقرب الأب الأقدس من جماعتنا الصغيرة والشابة. ونحن نُدرك فعلاً هذا القرب ونشعر به، لأن الأب الأقدس قد أبدى على الدوام اهتمامًا خاصًا بضواحي العالم، كأماكن خاصة للشهادة. لكن حضور خليفة القديس بطرس إلى جانبنا هو تشجيع حقيقي لجميع المؤمنين والمرسلين.
تابع الكاردينال مارينجو مجيبًا على سؤال حول الجماعة التي ستستقبل الأب الأقدس في منغوليا وقال تضم مقاطعة أولانباتار الرسولية حوالي ١٥٠٠ مؤمن كاثوليكي محلي، بالإضافة إلى عدد قليل من الأجانب الموجودين في البلاد للعمل أو لمهام دبلوماسية. تتكون الجماعة الرسوليّة من ٧٥ مرسلاً ومرسلة، يمثلون ١٠ جماعات رهبانيّة من ٢٧ جنسية مختلفة. جماعة دوليّة حقيقيّة ومتنوعة. هناك ٢٩ كاهنًا و٣٦ راهبة و٧ رهبان وثلاثة مُرسلين علمانيين.
بالإضافة إلى ٩ أماكن عبادة مسجلة رسمياً، ويتركّز الجزء الأكبر من العمل الرسولي في مشاريع التنمية البشريّة، تترافق مع بحوث ثقافية والحوار بين الأديان. إنَّ الكنيسة في منغوليا هي كنيسة فقيرة وصغيرة، نحن قليلون وليس لدينا موارد كثيرة. لكن في الجماعات الصغيرة هناك اهتمام متبادل قوي، وروابط تتكوّن بين الأشخاص ومطبوعة بحسٍّ بناء للحقيقة والأصالة.
وهذا يعني أن التصحيح الأخوي على سبيل المثال هو عفوي جدًّا، لأن الأشخاص يريدون الأفضل لبعضهم البعض! هناك شيء من الكنيسة الأولى. هذا لا يعني أنه لا يوجد حسٌّ بالتاريخ. من الناحية الرسمية، ولدت الكنيسة في منغوليا خلال السنوات الأخيرة، وإنما في عالم سريع التغير وفي بلد له تاريخ طويل، حيث يمكن العثور على آثار الوجود المسيحي في مراحل معينة، وغالبًا ما يُطبع الأشخاص الذين يأتون لزيارتنا من الخارج بشيء من النضارة الروحية. وكمُرسل خدم هذه الكنيسة لمدة عشرين عامًا، يمكنني أن أشهد على هذه النضارة.
وخلص الكاردينال مارينجو حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول الثمار التي سيحملها حضور الأب الأقدس لمنغوليا وآسيا وقال من المهم أن تشتهر منغوليا في العالم، على وجه التحديد بغناها الثقافي والديني، وبالإضافة إلى تاريخها. ولكن من المؤكد أن زيارة الأب الأقدس ستسهم في إبراز جمال هذه الأرض ونبل شعبها، حارس التقاليد العميقة جدًا التي لطالما ميزت هذه المنطقة من آسيا. أما بالنسبة للجماعة الكاثوليكية الصغيرة، من الواضح أنها ستكون عطية نعمة خاصة، لاسيما إذا فكّرنا في العمل الصامت والمثمر للعديد من المرسلين الذين بذلوا حياتهم من أجل الإنجيل ويستمرون في القيام بذلك، بعيدًا عن الأضواء، من أجل خير الأشخاص الذين تم إرسالهم إليهم. وبالتالي فرجائي أن تشكّل هذه الزيارة خطوة أخرى في بناء علاقات الثقة والصداقة، والتي من خلالها يعاش الإنجيل ويُشهد له.
(المصدر راديو الفاتيكان)