الكاردينال سيميرارو يترأس قداسا إلهيا في ختام السنة اليوبيلية في ذكرى ميلاد القديسة تيريزا الطفل يسوع وتطويبها
ترأس صباح الأحد يناير الكاردينال مارشيلو سيميرارو عميد دائرة دعاوى القديسين في مزار ليزيو في فرنسا قداسا إلهيا لمناسبة اختتام الاحتفال بيوبيل ميلاد وتطويب القديسة تيريزا الطفل يسوع. وفي عظته انطلق الكاردينال من الاحتفال بعيد ظهور الرب فقال إن مجيء المجوس من الشرق للسجود للطفل يسوع حاملين الهدايا هو إعلان للانتقال المعاكس الذي أرشد إليه يسوع القائم تلاميذه الذين سجدوا له مثل المجوس، وذلك حين قال لهم: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. وتابع عميد الدائرة أن المجوس قد أتوا من حدود الأرض للسجود أمام الطفل حاملين هداياهم بينما أُرسل التلاميذ إلى حدود الأرض ليحملوا للجميع عطية الحياة الجديدة وإعلان إله قريب، وذكَّر الكاردينال سيميرارو هنا بكلمات يسوع: “وها أنا ذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم”. وواصل عميد الدائرة مشبها هذا بما عاشت القديسة تيريزا من سر وخدمة، حيث كرست حياتها للاقتراب بشكل أكبر دائما من يسوع لتتحول حياتها إلى رسالة أكثر اتساعا وصولا إلى حدود العالم.
تحدث الكاردينال مارشيلو سيميرارو بعد ذلك عما كتبت القديسة تيريزا الطفل يسوع عن حبها للنجوم منذ صغرها، وكيف أنها قالت وهي طفلة لوالدها إن اسمها كان مكتوبا في السماء. وقال عميد الدائرة إن الطفلة الصغيرة قد طبقت على نفسها ما قال يسوع: “افرَحوا بِأَنَّ أَسماءَكُم مَكْتوبَةٌ في السَّموات”، وهذا هو أصل الفرح والثقة المسيحيَّين، فالله يحبنا بشكل كبير حتى أنه يكتب اسم كل واحد منا في كتاب الحياة. وتابع الكاردينال أن تيريزا قد أدركت محبة الله هذه خلال حياتها، وذكَّر هنا بما كتب البابا فرنسيس حول القديسة تيريزا في الإرشاد الرسولي C’est la confiance لمناسبة الذكرى المائة والخمسين لولادة القديسة تريزا الطفل يسوع حيث كتب قداسته: “لدى تريزا يقين حيّ بأنّ يسوع أحبّها وعرفها شخصيًّا في آلامه: “أَحبَّني وجادَ بِنَفْسِه مِن أَجْلي” (غلاطية 2، 20). وهي تتأمّل في يسوع في آلامه، تقول له: “لقد رأيتني دائمًا”. وكذلك قالت للطّفل يسوع بين ذراعَيْ أُمِّه: “بيدك التي تلاطف مريم، تمسك العالم وتعطيه الحياة. وكنت تفكِّر فيّ أيضًا”. وهكذا، في بداية “قصّة نفس”، إنّها تتأمّل في حبِّ يسوع لجميع النّاس، ولكلّ واحد كما لو كان وحيدًا في العالم”.
توقف الكاردينال سيميرارو من جهة أخرى عند شيء آخر ميز الطفلة تيريزا، فقد كانت ترغب في أن تكون زهرة ما يعكس نضوج حياتها الروحية. وعاد عميد الدائرة مجددا إلى الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس والذي قال فيه عن القديسة تيريزا: “إنّ التّحوُّل الذي حدث فيها سمح لها بالانتقال من الرّغبة الشّديدة في السّماء إلى الرّغبة الشّديدة والثّابتة في خير الجميع، والتي بلغت ذروتها في حلمها لمواصلة رسالتها في السّماء، لكي تحبّ هي يسوع، وتجعل الغير يحبّونه. وبهذا المعنى كتبت في إحدى رسائلها الأخيرة: “أنا أفكِّرُ حقًّا في أنّي لن أبقى بغير عمل في السّماء: رغبتي هي أن أستمرّ بالعمل من أجل الكنيسة ومن أجل النّفوس”. وفي هذه الأيّام نفسها قالت بصورة أوضح: “سأقضي سمائي على الأرض حتّى نهاية العالم. نَعم، أريد أن أقضي سمائي في عمل الخير على الأرض”.
وفي ختام عظته مترأسا القداس الإلهي في مزار ليزيو لمناسبة اختتام الاحتفال بالسنة اليوبيلية لمناسبة مرور ١٥٠ عام على ميلاد القديسة تيريزا الطفل يسوع و١٠٠ عام على إعلانها طوباوية، قال الكاردينال مارشيلو سيميرارو عميد الدائرة الفاتيكانية لدعاوى القديسين إننا ننتظر بعد عام افتتاح يوبيل جديد، للكنيسة بكاملها هذه المرة، وذلك في إشارة إلى إعلان البابا فرنسيس عن يوبيل حجاج الرجاء سنة ٢٠٢٥. وأضاف الكاردينال أن هذا اليوبيل سيكون فرصة أخرى للعودة إلى التأمل في شخصية القديسة تيريزا الطفل يسوع والتي كتب عنها الأب ليتيل أن إسهامها الأكثر وضوحا والأصلي يتعلق بالرجاء وذلك من خلال آفاق جديدة ونظرات جديدة، والرجاء هو أيضا رسالتها الأكثر آنية في لحظة معاناة كبيرة بالنسبة للكنيسة وللبشرية بأسرها، وأضاف عميد الدائرة أن رسالة الرجاء هذه للقديسة تيريزا الطفل يسوع هي رسالة للجميع.
(راديو الفاتيكان)