ونحن في الزمن المريمي وصيام العذراء مريم استعدادا للاحتفال بعيد رقادها وإصعادها إلى السماء نتأمل حياة الطهارة هي شهوة يشتاق إليها كل ابن من أبناء الله القديسين كوسيلة لسكنى الروح القدس في هياكلنا الطاهرة وحضور مخلصنا الصالح ليسكن في القلب، هي شهوة كل نفس أمينة في محبتها لعريس نفوسنا يسوع المحبوب “
كانت حياة العذراء مريم تختلف عن كثيرات من بنات زمانها، فلم تساير أهل بلدتها، بل كانت تعيش حياة النقاء والطهارة، وحياة الاتصال الدائم بالله، والشركة معه، والارتباط بكلمته المقدسة، فكانت شهادة السماء لها في شخص الملاك جبرائيل، واختيار الله لها لتكون أم المسيا.
الكنيسة تلقب مريم العذراء ب “العذراء القديسة الطاهرة مريم” مريم العذراء تعرف نفسها جيدًا، وتعرف مدى حفاظها على نفسها وطهارتها.. فهي لم تقترب لرجل، ولم تسمح لأي رجل حتى يوسف نفسه أن يقترب إليها.. (فكيف يكون لها هذا؟)، ولم تطمئن لذلك إلاَّ حينما عرفت من الملاك أن هذا الحَبَل ليس من إنسان بل هو من الله.. “الرّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقوَّةُ العلى تُظَلّلُكِ” (لو1: 35).
فالطهارة هي من صميم لقب العذراء ومن صميم صفاتها وحياتها وسلوكها، عاشت طاهرة بتول في بيت يوسف النجار رغم الزواج الذي دونه لهما كهنة الهيكل. إذ كانا كلاهما بتولين طاهرين، هي صبية في سن الثانية عشر وهو شيخ كبير السن، كانت تخدمه وهو يرعاها ويعولها لذلك عاشت العذراء مريم بتولا طاهرة أثناء الحمل وبعد الولادة أيضًا كما نقول “ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة ” ظلت العذراء مريم بتولا طوال حياتها، لم تنجب أولادًا بعد أن ولدت المسيح الالة المتجسد لخلاص العالم.
وقد عاشت السيدة العذراء بتولًا طوال حياتها حتى بعد ولادتها للسيد المسيح لم تنجب أولادًا بعد أن ولدته الولادة المعجزية، السليم في دوام بتولية السيدة العذراء.. (بتول قبل الزواج، وقبل الحَبَل بالسيد المسيح، وبعد ولادتها للسيد المسيح(.
كلية الطهر شبهت بقدس الأقداس أيضا هذا الذي كان يدخله رئيس الكهنة مرة واحدة كل سنة، ليصنع تكفيراً عن الشعب كله. ومريم العذراء حل في داخلها رب المجد مرة واحدة لأجل فداء العالم كله.
فقد عاشت السيدة العذراء حياة البتولية والعفة طوال حياتها حتى فارقت الحياة إلى الحياة الأبدية، وأصبحت السيدة العذراء مَثلنا الأعلى الذي نحتذي به في التمسك بحياة العفة والطهارة فليعطينا الله أن نعيش حياة الطهارة متمثلين بكلية الطهر العذراء مريم.