العراق: في وقفة احتجاجية.. مطارنة نينوى يطالبون بمنع التغيير الديموغرافي و”سيطرة ريان” تمنع وصول الصحفيين
نظم مجلس المطارنة في محافظة نينوى، اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية لتحقيق عدد من المطالب “المشروعة” من الحكومة الاتحادية وأبرزها إيقاف محاولات التغيير الديموغرافي وعدم الاعتداء على الشخصيات الدينية، فيما منعت السلطات الأمنية التابعة للحشد دخول الصحفيين لتغطية الوقفة على “دفعتين”.
وقال مراسل وكالة شفق نيوز إن “مجلس مطارنة نينوى في بلدة قره قوش مركز قضاء الحمدانية، شرق الموصل، نظم، مساء اليوم، وقفة احتجاجية للمطالب بما اسماها المطالب الشرعية وأبرزها محاولات التغيير الديمغرافي التي تجري في سهل نينوى”.
وبحسب وثيقة لمجلس مطارنة نينوى اطلعت عليها وكالة شفق نيوز، والتي دعا فيها إلى الوقفة الاحتجاجية طالب بـ”تشريع قانون انتخابي عادل، يتساوى فيه أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناتهم في انتخاب ممثليهم في السلطة، وان تكون الدرجات التعويضية للمكون المسيحي مصانة ومحمية من قبل الحكومة دون أن يتدخل بها حزب أو قوى سياسية، واحترام الكتب المقدسة والرموز الدينية ولا يحق لأحد أن يعتدي عليها”.
من جهتهم؛ قال صحفيون لوكالة شفق نيوز إن “نقطة تفتيش مفرق الحمدانية منعت الصحفيين من الدخول إلى بلدة قره قوش مركز قضاء الحمدانية شرق الموصل، لتغطية الوقفة الاحتجاجية للمسيحيين في القضاء احتجاجاً على التغيير الديمغرافي، وقامت بسحب هوياتهم الصحفية (البادجات).
وأضاف الصحفيون أن “عملية الإيقاف تمت من قبل نقطة التفتيش التابعة للواء 50 من الحشد الشعبي في مفرق قضاء الحمدانية عندما كانوا يرغبون بدخول البلدة”، فيما لفتوا إلى “انتظارهم نحو قرابة ساعة تحت الشمس وبعد تدخلات رجال الدين المسيحيين وبعد نشوب مشادة كلامية ما بين رجال الدين ونقطة التفتيش التي تتبع ريان الكلداني دخلنا إلى القضاء إلى أنه تم سحب بادجاتنا من السيطرة الثانية وابلغونا بضرورة مغادرة القضاء”.
وتصاعد الخلاف بين رجال الدين المسيحيين في قضاء الحمدانية ورئيس كتلة بابليون ريان الكلداني وسبق وان خرجوا بتظاهرات مناهضة له داخل القضاء بعد اتهامات متبادلة بين الكلداني والبطريرك لويس ساكو بشأن مرسوم جمهوري سحب صلاحيات البطريرك واتهاماته للسياسي المنضوي تحت هيئة الحشد بمحاولة السيطرة على أملاك المسيحيين.
(المصدر عنكاوا)
ـــــــــــــــ
العراق : مسيحيو سهل نينوى يستذكرون معاناتهم بعد 9 سنوات من هجوم داعش
تناول تقرير لموقع (انترناشنال كرستيان كونسيرن)، الإخباري أوضاع مسيحيي سهل نينوى بعد مرور تسع سنوات على اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم وقراهم في العام 2014 ولجوئهم إلى مناطق آمنة في إقليم كردستان، مشيرا إلى بذل منظمات دولية ومؤسسات خيرية مساعداتها لتمكينهم من الرجوع إلى مناطقهم.
ويذكر التقرير الذي ترجمته (المدى)، أن صيف عام 2014 شهد سيطرة تنظيم داعش على مدن وقرى ومناطق في محافظة نينوى بضمنها مدينة الموصل وسنجار وبعشيقة وبلدات أخرى وقرى عبر منطقة سهل نينوى ذات الغالبة المسيحية”.
وتابع التقرير، أن “هناك نسيجا غنيا من مجاميع دينية وعرقية مختلفة في العراق بضمنهم ايزيديون وكاكائيون وشبك ومسيحيون استهدفهم تنظيم داعش في جرائم إبادة جماعية”.
وأشار إلى أن تجمعات سكنية مسيحية وقرى في سهل نينوى تم إخلاؤها بأكملها من ساكنيها بعمليات تهجير قسري وتهديد من قبل تنظيم داعش حيث توجهوا صوب إقليم كردستان طلبا للأمان هربا من القتل او الاختطاف على يد مسلحي داعش.
وأوضح، ان مسيحيين عراقيين يستذكرون هذا الأسبوع ما حصل لهم من مآسي وتهجير وقعت في منطقة سهل نينوى خلال الأسابيع الأولى من شهر اغسطس عام 2014.
ورغم ان مسيحيي العراق عانوا كثيرا من عمليات استهداف وتهجير عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 الا ان حملات الإبادة والتهجير التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش ما تزال عالقة في ذهنهم ولا يمكن نسيانها بسهولة.
إبراهيم، 40 عاماً، ميكانيكي سيارات من أهالي قره قوش صُدم عندما سمع بان مسلحي التنظيم على مقربة من حدود قريتهم عندما كان يشك باحتمالية وصول التنظيم اليهم.
يقول إبراهيم “كنت متواجداً في ورشتي عندما سمعت الناس يصرخون في الشارع بان مسلحي داعش قد دخلوا البلدة. بعد فترة وجيزة وقعت قذيفة هاون قرب سيارتي ما أدى إلى الحاق أضرار بها ثم هرعت إلى البيت لأنه لدي طفلة رضيعة بعمر 17 يوماً، مع سقوط قذيفة الهاون تحطمت كل أحلامي، أصابني التعب والإرهاق واليأس. كنت أفكر فقط في كيفية انقاد عائلتي.”
في الفترة ما بين 5 و7 أغسطس كان هناك كثير من الناس يهربون مذعورين من سهل نينوى بحيث أن الطريق الخارجي أصبح مكتظا بالمارة والسيارات ما أدى إلى بطء حركة السيارات في رحلتهم للهروب وأصبحت المسافة في هذا الزخم المروري التي تقطع في ساعة واحدة أو ساعتين كحد اقصى بحثا عن الأمان، أصبحت تستغرق 7 ساعات أو أكثر.
قال أحد سكان قره قوش مستذكرا ما حصل في ذلك اليوم، “الطريق كان مرهقا وأصبح طويلا جداً. قضينا في الطريق ساعات طويلة للوصول إلى أربيل. الطريق كان مزدحماً جدا ومعنوياتنا كانت ضعيفة.”
حتى وهم في الطريق كان المسيحيون يخشون من المجهول الذي قد يتعرضون إليه بينما كان مسلحو التنظيم يتقدمون على المدينة. مروان، 45 سنة، يتذكر عندما غادر البلدة مع أبويه المسنين طلبا للأمان والبحث عن ملجأ يذهبون إليه تاركين كل شيء وراءهم.
يقول مروان “الشيء المحزن بخصوص النزوح والتهجير هو أننا تركنا أرضنا وبيتنا وكنائسنا وكل شيء نملكه. غادرنا المنطقة بملابسنا فقط. كان ذلك شيئا محزنا جدا.”
خالد، 50 عاماً، أحد الأشخاص الذين مضى عليهم عامان في مخيم النزوح يقول “الليلة الأولى التي قضيناها في الخيمة كانت طويلة جدا لأنه شيء غير معتادين عليه، لم نذق النوم في تلك الليلة، بدأنا نتساءل هل نحن نعيش كابوسا أم أنها حقيقة؟، كنت قلقا جدا بخصوص والدي، كنت أهدئهم وأخفف وطأة الوضع عليهم واطلب منهم عدم القلق وامنيهم بالعودة من جديد للمسكن، تجربة النزوح تجربة مرة وتؤثر على الحالة النفسية والذهنية”.
ويشير التقرير إلى أن مساعدات إنسانية ومحاولات إغاثة بدأت تصل من منظمات خيرية وكنائس من الداخل ومن كل أنحاء العالم وكذلك من أقارب ومنظمات دولية لتغطية احتياجات ومطالب النازحين. ويتطلع المسيحيون بعد سنوات طويلة من النزوح بالرغبة إلى الرجوع وإعادة بناء حياتهم وتربية أطفالهم مرة أخرى ضمن مجتمعهم ومناطق سكناهم الأصلية. ويذكر التقرير أن مسيحيي سهل نينوى بدأوا بإعادة بناء حياتهم تدريجيا بمساعدة من منظمات دولية وجهود من كنائس ومؤسسات عراقية محلية وبمساعدة من أقارب المسيحيين.
كاميليا، 45 عاماً، رجعت إلى بيتها في منطقة برطله في سهل نينوى، تقول “عندما تم تحرير منطقتنا من مسلحي داعش رجعت لأرى أن كل شيء قد تم نهبه من البيت، كانت فرصة البقاء فيه صعبة، ولكن بمساعدة من منظمات دولية وبعض الأقارب تمكنا من إعادة الحياة للبيت وترميمه.”
وكانت لزيارة بابا الفاتيكان، فرانسيس، إلى سهل نينوى في مارس 2021 وإقامته لقداس هناك في الموصل وقره قوش، الأثر الكبير في إعطاء زخم لمساعدة المسيحيين وتعزيز معنوياتهم، واستقطبت الزيارة اهتمام منظمات دولية لتقديم مساعدات للعراق لإعادة إعمار مناطق تعرضت للدمار بسبب الحروب والإرهاب.
ورغم أنه ما تزال هناك تحديات أمنية وسياسية واقتصادية تعيق عملية تحقيق استقرار شامل في منطقة سهل نينوى، فان مؤشرات عودة الحياة واستئنافها تبدو واضحة مع مشاهدة الأسواق والكنائس والبيوت مليئة بالناس كما هو الحال في بلدة قره قوش في سهل نينوى.
(المصدر عنكاوا)