أصبح سيرة الطلاق على كل لسان إذ أصبح يؤرق كل الناس بدءً من السيد رئيس الجمهورية والحكومة وأخيراً البرلمان إذ أن الإحصائيات مخيفة وسن الطلاق أيضاً أصبح مخيف، فيبدو أن كثير من الشباب وهم أصحاب الأرقام الأعلى في الطلاق يستخف ويتسرع بالزواج ومن ثم الطلاق بعد أن كان منذ عدة سنوات ليست بعيدة مجرد التلفظ بكلمة ” طلاق ” تُعد من الكبائر وموضوع يُصف في خانة ” العيب “. حقيقة واقعية وهي أن هناك حالات مستعصية تتطلب ربما ” الطلاق ” ولكن تفشي الظاهرة أصبح مقلقاً جداً.
الطلاق خلال الفترة الأخيرة، حيث أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامـة والإحصاء زيادة نسبة الطلاق خلال عام 2021 الذى شهد 254777 حالة طلاق مقابل 222036 حالة فى 2020، بنسبة زيادة قدرها 14.7٪، أى إن لدينا 698 حالة طلاق يوميا، لافتة إلى أن أعلى معدل طلاق فى محافظة القاهرة بنسبة 5.4 فى الألف، وجاء أقل معدل طلاق فى أسيوط بنسبة 1.1 فى الألف.
ربما هناك أسباب عدة منها المشاكل الاجتماعية والمادية والإقتصادية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة التي أثرت على المزاج النفسي كما وصفته النائبة عايدة السواركة التي تقدمت بسؤال برلماني إلى السيد رئيس مجلس الوزراء حول الموضوع.
لا شك أن الطلاق يؤثر بالسلب على مجتمعنا المصري ككل ناهيك عن تشتت الاطفال بين الوالدين والأمراض النفسية التي قد يصيبون بها، مما يهدد بنيان جسد مجتمعنا خاصة عندما تكون الارقام في تزايد متطرد وتشهد أروقة محاكم الأسرة هذه المأسي المعلومة للجميع.
من أهم أسباب الطلاق أيضاً وهو الأهم في نظري عدم إعداد الشباب من المقبلين على الزواج وتأهيلهم لهذه المسؤلية الكبيرة ولذا أثني على النائبة شيرين عليش عضو لجنة التضامن الإجتماعي لمجلس النواب على اقتراحها بعمل دورات تدريبية وأنا أضيف “إلزامية ” لإعداد المقبلين على الزواج.
منذ عام 1992 في العالم وفي 1997 في مصر أصبحت دورة إعداد الزواج إلزامية في الكنيسة الكاثوليكية ودخلت في معظم كنائس مصر الآن للمقبلين على الزواج ولا أقول أن هذا منع المشاكل والصعوبات بين المقبلين على الزواج ولكنه يعطيهم فرصة التفكير والتمييز في مسؤلية أختيار شريك الحياة، وقد بدأت السيدة الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الإجتماعي السابقة شيء من هذا وأعلنته في إحدى المؤتمرات أمام الرئيس ولكن لم نعد نسمع شيء يذكر عن هذا الموضوع.
سبق وكتبت في هذه الجريدة الغراء اقتراحاً أن يكون موازياً للحوار الوطنى أو داخله لجنة خاصة متخصصة لحصر وحل الأمراض الإجتماعية في المجتمع المصري لن يستقيم الحوار الوطني إلا إذا نظرنا بنظرة واقعية وعميقة إلى أمراض المجتمع ووضوح طرق شجاعة وجذرية لحلها، مصر تتكون من شعب أي من عائلات فإذا أردنا دولة قوية وفتية علينا الإهتمام السريع بعائلاتنا قبل أن تفلت الأمور.