يسوع في (مت 9: 27-35) يجتاز ويتبعاه أعميان يصيحان ويقولان “ارحمنا يا ابن داوود”. الأعميان يدركان أن يسوع هو المسيا الذي أتى إلى العالم الذي يأتي إلى حياتنا وهما اختبارا ثلاث خطوات نحتاجها نحن أيضاً أولاً إتباع يسوع : الأعميان يتبعان يسوع إذ يذهبان نحوه للشفاء،رغم أنهما لم يستطيعا أن يروه لأنهما أعميان ولكنهما يسمعان صوته ويتبعا خطواته باحثين عن النور لأعينهما، لأنهما يدركان أن برغم ظلمتهما وظلمتنا نحن أيضاً و ظلمة التاريخ هو النور الذي يضيء ظلمة قلب هذا العالم. نحن عندنا نوعاً ما من هذه الظلمة في قلوبنا ونشعر دائماً للأسف لأنفسنا والحزن على ما وصلنا إليه ولكن لنعطي ليسوع فرصة لكي يشفي قلوبنا.
ثانياً المشاركة في الألم : الأعميان يشاركان بعضهما البعض آلامهما ويطلبان مساعدة يسوع معاً، هذه علامة قوية في حياتنا المسيحية والكنسية والرعوية وهو أن نكون “معاً” تاركين ورافضين الأنا والشخصنة أو الاكتفاء الذاتي الذي يفسد القلوب.
الخطيئة تظلم أعيننا من أن نرى الله الأب وفي ذات الوقت أن نرى الأخرين كإخوة وأخوات، أي أننا ” جماعة ” – رعية واحدة، نحن في احتياج أن نقف بجانب بعضنا البعض نشارك في الألم، نسير في نفس الطريق الذي أمامنا الذي هو الرب يسوع المسيح. علينا أخوتي الأحباء أن نجدد إحساسنا أو شعورنا بالأخوة إذا أستمرينا في الانقسام لا نشُفي تماماً من ظلمتنا، الشفاء يتم عندما نحمل آلام بعضنا البعض وعندما نواجه مشاكلنا معاً وعندما نسمع ونتكلم مع بعضنا البعض أمام الله.
ثالثاً أنهما فرحا فنشراه الخبر السار: بعد أن شفاهما يسوع ورغم أنه حذرهما ألا يعلم أحد ألا أنهما نشرا الخبر السار للمنطقة كلها. وهذا غريب ولكن نيتهما لم تكن عدم طاعة الرب يسوع ولكنهما لم يستطيعا أن يخفيا فرحهما وشفاءهما وقربهما من يسوع وهذه علامة الذي لكل من يقترب من يسوع المسيح وشاهد له ومعلن شفاءه والذى يتذوق حب الله لا يستطيع أن يسكت.
وأخيراً، أخوتي الأحباء يسوع يريد أن يلمس عيوننا وقلوبنا ويقودنا في النور لكي يعطينا ميلاداً جديداً روحياً وقوة متجددة، فلنجدد إيماننا قائلين ” نحن نؤمن بك يا يسوع أنك النور الأكبر من ظلمتنا وأن تبارك أخواتنا وتزيد فرحنا “.