إذا أردنا إصلاح التعليم، فعلينا بالتعليم. وإذا أردنا أن نرفع من شأن المعلم، فعلينا بالتعليم. وإذا أردنا علاج المنظومة الصحية، فعلينا بالتعليم. وإذا أردنا رفع وعي الناس فعلينا بالتعليم. وإذا أردنا الدخول إلى عالم الحداثة والتكنولوجيا، فعلينا أيضاً بالتعليم.
كل مفاتيح أبواب الارتقاء ببلادنا في يد التعليم. لذا تهتم الدولة بدءاً من رئيسها بتطوير التعليم، ولذلك تطوير المنظومة التعليمية في مصر بكاملها مهمة كبيرة على رأس الدولة، كما هو هم كل الأهالي والعاملين في مجال التعليم، وشاهد على ذلك برامج التلفزيون والإذاعة التي لا تنتهي عن الشرح وإعطاء التفاصيل. والهم الأكبر، هو ما يتطلبه ذلك من إمكانات ضخمة: فلدينا أكثر من 23 مليون تلميذ في مراحل التعليم المختلفة وما قبل الجامعي، ويحتاجون إلى عدد ضخم من المدارس والفصول والمناهج المتطورة المواكبة للعصر وتدريب المدرس حتى يكتسب المعلم الخبرة الكافية لإعطاء تربية وتعليم جيد.
علينا أيضاً أن نهتم بالتربية: فعلينا أن نعترف أن تربية الأطفال والشباب أصبحت صعبة وكثير من الأهل منشغلين عن أولادهم بالعمل والكفاح من أجل أسرهم. فالعلم بدون تربية وغرس القيم الإنسانية الأساسية يعطي مجتمعاً متقدم علمياً ومنحلاً أخلاقياً، كما نرى في دول كثيرة سبقتنا في العلم. لذا علينا استكمال العلم بالتربية واستكمال التربية بالعلم حتى ينتج عن ذلك مجتمع متقدم وسوي.
ويأتي الاهتمام بالتعليم في سياق رؤية كلية تسعى للنهوض بقدرات الدولة في مختلف المجالات، وتعزيز المسئولية الوطنية. فلا ترتبط عملية تطوير التعليم بخطة تطوير الجهاز الإداري فقط، ولكنها تأتى أيضا في سياق الرؤية الهادفة إلى تعزيز البنيان المصري بشقيه العسكري والمدني.
وتولي الدولة أهمية كبيرة لتطوير التعليم، وتبذل كل طاقاتها للارتقاء بالعملية التعليمية وبأوضاع المعلمين، وهو أمر محط اهتمام أساسي للقيادة السياسية، عكسه حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على حضور بعض اختبارات المتقدمين لوظائف وزارة التربية والتعليم بنفسه، فالإصلاح التعليمي مهمة صعبة وتحتاج إلى التصدي التدريجي لمشكلات معقدة ومتشابكة تراكمت على امتداد العقود.
وزارة التربية والتعليم لابد أن تعمل على إعادة النظر في منظومة التعليم التقليدية لرفع مستوى مصر في التصنيفات العالمية، والعمل على بناء نظام تعليم عصري والاعتماد على التحول الرقمي والبنية التكنولوجية في منظومة التعليم، باعتبارهما عاملين مهمين لاستمرار العملية التعليمية.
