Uncategorized

البطريرك الماروني: انتخاب مجلس نيابي جديد هو بدء مرحلة مصيرية يتوقف عليها مستقبل لبنان وشكل الدولة اللبنانية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي وألقى عظة قال فيها “أساس إيماننا المسيحي وحياتنا ورسالتنا، حيثما كنا، هو كلمة الله التي نقلها إلينا الرسل وتقليد الكنيسة الحي وتعليمها عبر الأجيال”. وأشار غبطته إلى أن “الصلوات ترتفع في هذا الأحد بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل مسيحيي الشرق. وتعنى بإحيائه مؤسسة L’Œuvre d’Orientالتي هي في خدمة مسيحيي الشرق”.

تطرق البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته مترئسا قداس الأحد إلى الانتخابات النيابية وقال “نشكر الله على أن اللبنانيين اقترعوا واختاروا مجلسًا نيابيًّا جديدًا يمثّل مختلف الاتّجاهات السياسية الموجودة في لبنان وبلاد الانتشار. فأدت هذه الانتخابات، إلى مناخ وطني جديد أعطى المواطنين جرعة أمل بحصول تغيير إيجابي ووطني من شأنه أن يشجع المجتمع الدولي، بما فيه العربي، على مساعدة لبنان جديًا، لا رمزيًّا، على الخروج من ضائقته الاقتصادية ومن أزمته الوجودية”.

وأضاف غبطته يقول “ولكن ما لفتنا وأَلمنا هو أن تندلع، غداة إعلان نتائج الانتخابات، اضطرابات أمنية، وأن تعود أزمة المحروقات، وينقطع الخبز، وتُفقد الأدوية، وترتفع الأسعار، ويتم التلاعب بالليرة والدولار؟ ألم يكن من المفترض أن يحصل عكس ذلك فيتأمن ما كان مفقودًا ويرخص ما كان غاليًا؟ إن هذا التطور المشبوه يؤكد مرة أخرى إن هناك من يريد تعطيل واقع التغيير النيابي وحركة التغيير السياسي، والانقلاب على نتائج الانتخابات والهيمنة على الاستحقاقات الآتية. إننا نرفض هذا الأمر وندعو جميع المسؤولين والقادة إلى تحمل المسؤولية وندعو الشعب إلى التصدي له”. كما وأشار البطريرك الراعي إلى أن “قيمة القوى الفائزة بالأكثرية ليست بعدد نوابها، بل بقدرتـها على تشكيل كتل نيابية متجانسة ومتحدة ومتعددة الطوائف حول مبادئ السيادة والاستقلال والِحياد واللامركزية. على أن تصبح هذه المبادئ الوطنية نقاط تلاق يُجمع عليها جميع النواب لأنها ثوابت لبنانية تاريخية ومرتكزات الهوية اللبنانية ومنطلق أي تغيير تقدمي يشمل مختلف قطاعات حياتنا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، ويشكل حركة وطنية وحضارية”.

 “إن انتخاب مجلس نيابي جديد هو بدء مرحلة مصيرية يتوقف عليها مستقبل لبنان وشكل الدولة اللبنانية”، قال البطريرك الراعي في عظته، وأضاف: “فنحن أمام استحقاقات تبدأ بانتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد على أسس الدستور والميثاق، وتمرّ بتأليف حكومة وطنية على أسس التفاهم المسبَق على المبادئ والخيارات والإصلاحات فلا تتعطل من الداخل، ثم تصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية على أسس الأخلاق والكفاءة والتجرد والشجاعة والموقف الوطني. ليس الفوز في الانتخابات النيابية نهاية النضال بل بدايته. لذلك ندعو جميع المواطنين، لاسيما أولئك المؤمنين بالتغيير الإيجابي وبالسيادة الوطنية وبوحدة السلاح وبالحياد وباللامركزية إلى اليقظة والاستعداد لمواجهة الالتفاف على الإرادة الشعبية حتى لا يضيع صوت الشعب الصارخ في وجه المصالح السياسية والتسويات والمساومات وتقاسم المناصب على حساب المبادئ.”

وفي ختام عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “فيما نرفع صلاة الشكر لله على إجراء الانتخابات النيابية، نسأله تعالى أن يقود ذوي الإرادات الحسنة إلى استكمال هذه المرحلة الدستورية بتأليف حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها العديدة والضرورية لكي تستعيد البلاد حيويتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية. فنرفع المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

( المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى