ترأس غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، قداس اليوم الثالث، للمرحلة القارية لسينودس الأساقفة ٢٠٢١-٢٠٢٤، بلبنان.
شارك في الصلاة غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، وسيادة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، ونيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، وممثلو الكنيسة الكاثوليكية بمصر، وشارك أيضًا أصحاب الغبطة، بطاركة الشرق الكاثوليك، وعدد من الآباء الأساقفة والمطارنة، والكهنة، والرهبان والراهبات، والمؤمنين.
تحت عنوان “عرفاه عند كسر الخبز” ألقى صاحب الغبطة مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك أنطاكيا للسريان الكاثوليك عظته قال فيها استمعنا إلى شخصيتين من أهم الذين نقلوا إلينا بشارة الخلاص: بولس رسول الأمم من ترسوس ولوقا الإنجيلي من أنطاكيا سوريا. هاتان المدينتان قد تعرّضتا منذ أيام كما تعلمون إلى زلزال هو الأضخم في التاريخ المعاصر. لقد زرتُ حلب المنكوبة قبل أيام، ورافقني أخي يوحنا بطرس موشي، المطران السابق للموصل العراق. وعاينتُ في وجوه الساكنين هناك الخوف والقلق، ولكنني كم أُعجبتُ وتعزّيتُ بإيمان مَن التقينا وشهادتهم، وبعيشهم المحبة الصادقة والتضامن الفعلي، بينهم من أفراد وجماعات، بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، طوائفهم ودينهم!
تابع صاحب الغبطة يقول “ابقَ معنا فقد حان المساء ومال النهار”، كلنا قرأنا وسمعنا هذا الحدث الرائع الذي تفرّد لوقا بسرده: ظهور الرب يسوع المنبعث من القبر للتلميذين على طريق عماوس. أحدهما مذكور اسمه كليوبا. كانا سائرين يتحادثان ويتجادلان حول ما حصل لمعلهما الإلهي، الذي كانا ينتظرانه مسيحاً جبّاراً يخلّص شعبه من احتلال الغرباء… كانا خائفين وقلقين دون شك لأنهما شعرا بالفشل. وإذا بيسوع المنبعث يأتي إليهما، ويرافقهما في الطريق، ويشرح لهما سرّ آلامه وموته وقيامته، وعلى المائدة الافخارستية يعرفانه، فينطلقان للفور عائدين إلى أورشليم، كي يبشّرا إخوتهما بفرح القيامة.
أضاف مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان يقول يذكّر بولس بأن الروح القدس الذي يرافق الكنيسة ويغمرها بمواهبه المتعددة، يجعل منهم بل يحوّلهم إلى أعضاء حيّة وموَحِّدة في جسد المسيح السرّي. هو الروح القدس الذي يوزّع العطايا الروحية، كما هو اليوم. يُلهِم ويقوّي ويرافقنا جميعاً، نحن المعمّدين والمعمدات، نحن الاكليروس من كهنة وأساقفة، من رهبان وراهبات وشمامسة ومكرسين ومكرسات، للكرازة بالبشرى السارة بين إخوتنا وأخواتنا بشجاعة وحق وسلام. لأن نعمة الخلاص ليست حكراً علينا ولا هي من امتيازاتنا، بل هي لخلاص جميع الذين يتوقون إلى سماعها. وهي الشهادة الحقة والفاعلة التي ميّزت الكنيسة على مدى العصور، بالرغم من الضعف البشري والأخطاء. هذه المواهب ليست للاعتداد الشخصي بالإنجازات العلمية او الاجتماعية، وليست للتميز على الآخرين أو للمكافأة والكرامة، بل هي للخدمة بالوداعة والتواضع حسب قلب الرب.
وختم بطريرك أنطاكيا للسريان الكاثوليك عظته بالقول “وكيف عرفاه عند كسر الخبز”، حسب طقس كنيستنا السريانية نستعد في هذه الأيام للدخول في زمن الصوم الكبير. والأحد القادم نحتفل بعرس قانا الجليل، وهو تذكيرٌ لنا بأن هذا الزمن الطقسي ليس للخوف والعبس والقلق والانغلاق على الذات، بل هو زمن الفرح والرجاء والانفتاح على الآخرين، لا سيما الذين يحتاجون إلى محبتنا. وكيف لا نعرف الرب الفادي المنبعث من القبر الفارغ، ونحن نتابع الاحتفال بذبيحته الخلاصية؟
(المصدر ردايو الفاتيكان)