البابا فرنسيس يوفد الكاردينال كراييفسكي إلى الأرض المقدسة
تحدثت الدائرة الفاتيكانية لخدمة المحبة بشأن زيارة الكاردينال كونراد كراييفسكي إلى الأرض المقدسة موفدًا من قداسة البابا فرنسيس، وجاء في مستهل بيان الصادر عن الدائرة الفاتيكانية 22 ديسمبر؛ أن قداسة البابا فرنسيس الذي يشعر بالحزن بسبب “الحرب العالمية الثالثة المجزأة” التي يعاني منها العالم، يصلّي كل يوم من أجل السلام مطالبًا بوقف النزاعات التي تُدمي الأرض في أوكرانيا المعذّبة، في سوريا، في بلدان عديدة في أفريقيا والآن في إسرائيل وفي فلسطين، وأشار البيان إلى أنه كعلامة ملموسة لمشاركة الأب الأقدس معاناة مَن يعيشون بشكل مباشر تبعات الحرب، وفي زمن الميلاد هذا، قد أوفد إلى الأرض المقدسة الكاردينال كونراد كراييفسكي، المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم.
ويرغب قداسة البابا فرنسيس في أن تُرافق هذه الزيارة بالصلاة من أجل نوال عطية السلام في الأراضي حيث لا يزال يدوّي ضجيج الأسلحة، وأشار البيان إلى تاريخ الثامن من يونيو من العام ٢٠١٤، حيث في الحدائق الفاتيكانية بحضور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة لا تزال اليوم آنية جدًا، سائلاً الرب: هبنا السلام، علّمنا السلام، وقدنا نحو السلام.. افتح عيوننا وقلوبنا وهبنا شجاعة القول “لا للحرب أبدا”؛ “بالحرب يُدمّر كل شيء”، ابعث في داخلنا شجاعة القيام بأعمال ملموسة من أجل بناء السلام، ولتُمحى من قلب كل إنسان هذه الكلمات: انقسام، حقد، حرب، يا رب، جرّد اللسان واليدين من السلاح، جدد القلوب والعقول، كي تكون دائما الكلمة التي تجعلنا نلتقي كلمة “أخ”، ويصبح نمط حياتنا: شالوم، Pace، سلام.
وجاء في ختام البيان أن الكاردينال كراييفسكي سينضم إلى هذا الدعاء من أجل السلام مع بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، والكنيسة المحلية كلها، للاحتفال بميلاد يسوع، أمير السلام والرجاء الوحيد للعالم.
الكاردينال كرايفسكي يتحدث عن أول أيام زيارته الأرض المقدسة موفدا من البابا فرنسيس
من الأرض المقدسة التي توجه إليها موفدا من قداسة البابا فرنسيس تحدث إلى وسائل الإعلام الفاتيكانية الكاردينال كونراد كرايفسكي المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم. وتوقف الكاردينال عند أول أيام زيارته التي بدأت في بيت لحم التي وصلها في الثانية من صباح الجمعة ٢٢ ديسمبر فقال إنه قد توجه أولا إلى كنيسة المهد ليبدأ بعد ذلك جولة في المدينة مع راعي كنيسة غزة، حيث توجها إلى ثلاثة مراكز للأطفال اليتامى. وتوقف الكاردينال للصلاة مع هؤلاء الأطفال حسبما ذكر، كما وحمل إليهم مساعدة ملموسة من قداسة البابا فرنسيس وذلك لأنهم يواجهون مصاعب كبيرة. وتابع المسؤول الفاتيكاني زيارته متوجها إلى إكليريكية البطريركية اللاتينية في بيت لحم لتناول الغداء مع الإكليريكيين الثمانية والثلاثين الذين يعيشون هناك.
انتقل الكاردينال كرايفسكي في حديثه بعد ذلك إلى أول لقاء له بعد ظهر أول أيام زيارته، فوصف هذا اللقاء بالصعب جدا مشيرا إلى أنه التقى أربعة شبان جاؤوا إليه للتحدث معه، وقال إنهم كانوا قد تركوا غزة قبل بداية ما وصفه بالجحيم بينما ظلت عائلاتهم هناك. وتحدث في هذا السياق عن شابة من بين الأربعة الذين التقاهم قالت له إنها قد فقدت ١٢ من أقاربها. وتابع أن هؤلاء الشباب أرادوا تعريفه بالأوضاع في غزة وذلك كي ينقل هذا إلى قداسة البابا، وأضاف أنهم قد حدثوه عن عدم توفر المياه والتيار الكهربائي. وتابع موفد البابا أنه قد صلى مع شباب غزة الأربعة يملأنا الألم ولكن دون أن نفقد الرجاء، قال الكاردينال.
هذا ومن بين ما أشار إليه الكاردينال كونراد كرايفسكي في حديثه إلى وسائل الإعلام الفاتيكانية عن أول أيام زيارته أنه كان عليه أن يدخل بيت لحم من المدخل الوحيد للمدينة حيث لا يمكن للفلسطينيين الخروج منها فهم مجبرون على البقاء فيها. وأضاف سنرى غدا إلى أين يمكننا أن نتوجه لدعم الجماعات الدينية المختلفة والكهنة الناشطين في هذا الوضع فائق الصعوبة. هذا وذكر مسؤول مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم أنه قد التقى أسقف كنيسة الروم الكاثوليك وقد تأملا في كيفية العمل من أجل تقديم المزيد من المساعدات، وذلك لأن في هذا الاحتفال وسط الظلام هذا العام بالميلاد يبقى النور الوحيد الذي يدفئ ويشير إلى الطريق هو نور القرب، قال الكاردينال كرايفسكي.
(راديو الفاتيكان)