البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى المشاركين في مهرجان الشباب في مديجوريه
وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في مهرجان الشباب الذي يُعقد في مديجوريه من السادس والعشرين وحتى الثلاثين من يوليو ٢٠٢٣ حول موضوع “هؤلاء هم أُمِّي وإِخوَتي” (متى ١٢: ٤٩).
حيّا قداسة البابا فرنسيس في مستهل رسالته المشاركين في مهرجان الشباب في مديغوريه والذي يشكل، كما قال، مناسبة للاحتفال بإيمانهم وتجديده. وتوقف من ثم عند الموضوع المُختار للتأمل لهذا العام “هؤلاء هم أُمِّي وإِخوَتي” (متى ١٢: ٤٩)، وأشار إلى أن متى الإنجيلي يروي أنه بينما كان يسوع يكلّم الجموع، قال له بعضهم إن أمّه وإخوته في الخارج يبحثون عنه، فأجاب يسوع قائلا “مَن أُمِّي ومَن إِخوَتي؟” (متى ١٢: ٤٨)، ثم أشار بيده إلى تلاميذه وقال: “هؤلاء هم أُمِّي وإِخوَتي لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات هو أَخي وأُختي وأُمِّي” (متى ١٢: ٤٩ – ٥٠).
وأضاف البابا فرنسيس أن يسوع أراد من خلال كلماته هذه أن يُظهر لنا أن الخضوع لمشيئة الآب، وأن نتقوّى في الاتحاد معه هو رباط أقوى من رباط الدم مع أقرب الأقارب. وتابع رسالته مشيرا إلى أن مشيئة الله كنز لا يُثمّن! وأن مريم العذراء أصبحت تلميذة وأمّ ابنها في اللحظة التي قبلت فيها كلام الملاك مجيبة “أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ” (لوقا ١: ٣٨).
كما وأشار البابا فرنسيس في رسالته إلى أننا نجد أنفسنا غالبا في صراع مع هذه المشيئة ويصعب علينا أحيانا فهمها وقبولها، ونريد حياة مختلفة بدون تحديات ومعاناة. ولكن، لا توجد مشيئة أفضل لنا من مشيئة الآب. غالبا نخشى هذه المشيئة ونخاف أن يعني قبول مشيئته التخلي عن حريتنا. وأضاف البابا فرنسيس أنه بدلا من ذلك علينا أن نسأل الله الآب أن يجعلنا نعرف مشيئته وأن تتم فينا. ويُظهر لنا يسوع الدافع الأكبر لذلك: أن نعمل بمشيئة الآب يجعلنا أبناءه، إخوة، أخوات، أمهات، وننمو في المحبة له وللآخرين.
أعزائي الشباب – قال البابا فرنسيس – لدى الله مشروع حب لكل منكم. لا تخافوا من مشيئته، ضعوا كل ثقتكم في نعمته. إنكم ثمينون ومهمون بالنسبة له، لأنكم صُنع يديه (راجع الإرشاد الرسولي Christus vivit ١١٥). إنه وحده فقط يعرف قلبكم ورغباتكم الأكثر عمقا. وحده يحبّكم محبة كاملة قادرة على تحقيق تطلعاتكم. وحده الله قادر على أن يعطيكم السعادة الحقيقية. وباتباع مثل مريم العذراء، قولوا له “نَعَم” غير مشروطة. ولا ينبغي أن يكون هناك مكان للأنانية أو الكسل في حياتكم. كما ودعاهم إلى الاستفادة من شبابهم كي يبنوا مع الرب، أُسس حياتهم، ذلك أن مستقبلهم الشخصي والمهني والاجتماعي سيعتمد على القرارات التي سيتخذونها خلال هذه السنوات.
وتابع البابا فرنسيس رسالته قائلا: في هذه المسيرة لترافقكم مريم الكلية القداسة وتعلّمكم أن تميزوا وتقبلوا مشيئة الآب السماوي في حياتكم. ودعاهم لأن يكونوا مرسلين متحمسين للبشارة الجديدة، وأن يحملوا إلى مَن يتألم، ومَن يبحث، الفرح الذي يريد يسوع إعطاءه. كما ودعاهم إلى أن يحملوا هذا الفرح إلى عائلاتهم ومدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم، وإلى أصدقائهم، وحيث يعيشون. وقال البابا فرنسيس في ختام رسالته إلى المشاركين في مهرجان الشباب الذي يُعقد في مديغوريه: إذا تركتم نعمة الله تعمل فيكم، وإذا كنتم أسخياء ومواظبين في عملكم اليومي، ستجعلون هذا العالم مكانا أفضل للجميع. وطلب منهم أن يصلّوا من أجله.
(المصدر راديو الفاتيكان)