البابا فرنسيس يمنح البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا الرتبة الكارديناليّة.. ويستقبل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس.. ويطلق مبادرة وساطة لحل الصراع الروسي الأوكراني
رفع البابا فرنسيس، بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، لرتبة كاردينال، والمراسم المعروفة باسم الكونسيستوار، هي التاسعة منذ انتخابه في مارس 2013 من مسعى من قداسته إلى أن تكون الكنيسة أكثر شمولاً وعالميّة، متجاوزًا حدود أوروبا ليختار رجال دين من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية لملء أعلى المراتب في الكنيسة الكاثوليكيّة، وهذا ما جاء خلال مراسم اليوم في القراءة الأولى من سفر أعمال الرسل حول حدث العنصرة.
كما رفع الحبر الأعظم إلى الرتبة الكارديناليّة 20 شخصًا، إلى جانب غبطته، من كل أنحاء العالم، ووقد شارك في المراسم التي جرت في ساحة القديس بطرس، وفود رسميّة وكنسيّة وشعبية قدمت من مختلف أنحاء الأرض المقدّسة والمهجر.
وكان البابا فرنسيس قد أعلن عن تعيينه كرادلة جدّد في 9 يوليو الماضي، حيث أوضح بأنّ “المكان الذي يأتون منه يعبّر عن شموليّة الكنيسة، التي تواصل إعلان محبّة الله الرحيمة لجميع الناس على الأرض، علاوة على ذلك، فإنّ إدراج الكرادلة الجدّد في أبرشيّة روما يبيّن العلاقة غير قابلة للفصل بين كرسيّ بطرس والكنائس الخاصّة المنتشرّة في العالم”.
الكاردينال بيتسابالا في سطور
ولد البطريرك بيتسابالا في كولونيو آل سيريو، بيرغامو، إيطاليا، في 21 أبريل 1965، دخل رهبنة الإخوة الأصاغر عام 1984 في فيرارا (سانتو سبيريتو) وقضى سنة الابتداء في دير لا فيرونا الفرنسيسكاني (أريتسو، إيطاليا)، أعلن نذوره المؤقتة في فيرونا عام 1985، وفي بولونيا في كنيسة القديس أنطونيوس أعلن نذوره الدائمة عام 1989، وفي 15 سبتمبر 1990 سيم كاهنًا.
انتقل إلى القدس في أكتوبر 1990، وبعد دراساته الفلسفية واللاهوتية، حصل على إجازة في اللاهوت الكتابي من المعهد الكتابي الفرنسيسكاني في القدس، يتحدث غبطته الإيطاليّة والعبرية الحديثة والإنجليزية، وفي عام 1995 قام بتحرير نشر كتاب القداس الروماني باللغة العبرية وقام بترجمة العديد من النصوص الليتورجية إلى اللغة العبرية للكنائس الكاثوليكيّة في إسرائيل.
في 2 يوليو 1999، دخل رسميًّا في خدمة حراسة الأراضي المقدّسة، شغل منصب النائب البطريركي على الجماعة الكاثوليكيّة الناطقين بالعبريّة، منذ عام 2008 عمل مستشارًا في لجنة العلاقات مع اليهود التابعة للمجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين. انتخب حارسًا للأراضي المقدسة للمرة الأولى في مايو 2004، لمدة ست سنوات. وفي مايو 2010، تم التجديد له لولاية ثانيّة مدتها ثلاث سنوات، وفي يونيو 2013 لثلاث سنوات أخرى.
بتاريخ 24 يونيو 2016 عيّنه البابا فرنسيس مدبّرًا رسوليًّا لبطريركية القدس للاتين، لحين تعيين بطريرك جديد، في 15 يوليو 2016، وخلال اجتماع مجلس المستشارين في البطريركيّة اللاتينيّة، قام البطريرك فؤاد الطوال بنقل صلاحياته إلى المطران بييرباتيستا بيتسابالا، تمّت رسامته الأسقفيّة في سبتمبر 2016 في بيرغامو، إيطاليا، في 24 أكتوبر 2020 عيّنه البابا فرنسيس بطريركًا جديدًا للاتين في القدس.
(أبونا)
ويستقبل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس.. ويطلق مبادرة وساطة لحل الصراع الروسي الأوكراني
استقبل البابا فرنسيس البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، حيث يقوم غبطته بزيارة حاليّة إلى حاضرة الفاتيكان لحضور احتفال تنصيب بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية.
وأعلن البطريرك ثيوفيلوس الثالث عن “خطوة هامة نحو تعزيز الحوار والمصالحة في النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا”، وذلك من خلال مبادرة للبطريركيّة الأرثوذكسيّة المقدسية “للوساطة بهدف بدء حوار جديد يهدف إلى وضع حدّ للمعاناة وتعزيز عملية علاج الجروح داخل الأسرة الأرثوذكسية في روسيا وأوكرانيا”، بحسب بيان البطريركيّة الأرثوذكسيّة المقدسية.
وعبّر غبطته عن “مدى التأثير السلبي العميق الذي يُسببه استمرار النزاع الروسي الأوكراني، ليس فقط على المسيحيين الأرثوذكسيين بل وعلى مجتمع المسيحيين العالمي بأسره”، مؤكدًا على “أهميّة وحدة المسيحيين ودور بطريركية الروم الأرثوذكس المقدّسية في تسليط الضوء على ملف وحدة المسيحيين الذي يشكّل شعورًا بالقلق لدى كل الكنائس في جميع أنحاء العالم”.
تهديد كبير للوجود المسيحي
وأثنى البطريرك ثيوفيلوس الثالث “على تفاني البطريرك بيتسابالا في الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة، وتحدّث عن التحديات التي تواجه المسيحيين والتراث المسيحي في الأرض المقدسة، ولا سيما المخاطر الناجمة عن مجموعات اليمين الإسرائيلي المتطرف وتقويضها الممنهج لترتيبات “الوضع الراهن”، ومحاولات هذه المجموعات تغيير طابع المنطقة متعددة الأعراق والثقافات والديانات”.
وأشار إلى أن “جرائم الكراهية والاستحواذ على الممتلكات بطرق غير الشرعية، وتدنيس المواقع المسيحية والضغط المتزايد على الكنائس يشكلون تهديدًا كبيرًا للوجود المسيحي”.
واختتم البطريرك ثيوفيلوس الثالث اجتماعه مع البابا فرنسيس بالتأكيد “على أن الرحلة نحو الحوار والمصالحة تعتبر تحديًا بالغ الصعوبة، ولكن البطريركية الأرثوذكسيّة المقدسية على أتم الاستعداد، وبكل وسيلة، قد تُسهم في إنهاء الصراع والمعاناة”.
(أبونا)