البابا فرنسيس يلتقي في كنيسة القلب الأقدس الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الرعويين
التقى قداسة البابا فرنسيس في كنيسة القلب الأقدس الكاثوليكية في المنامة الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الرعويين في اليوم الأخير من زيارته الرسولية إلى مملكة البحرين.
وتخللت اللقاء كلمة للمطران بول هندر المدبر الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، وشهادتان الأولى لعاملة راعوية والثانية لراهبة، وقراءة من إنجيل القديس يوحنا (٧، ٣٧ – ٣٩)، واختُتم اللقاء بصلاة التبشير الملائكي.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة خلال لقائه الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الرعويين استهلها معبّرا عن سروره بوجوده بينهم وأشار إلى ما قاله المطران بول هندر يوم أمس متحدثا عن “قطيع صغير مكوّن من مهاجرين”.
وحيّا الأب الأقدس الجميع وقال إنه يتجه بتفكيره أيضا إلى الشعوب التي ينتمون إليها وعائلاتهم التي يحملونها في قلوبهم. وفي إشارة إلى حضور مؤمنين من لبنان، أكد البابا فرنسيس صلاته وقربه من هذا البلد الحبيب الذي يعاني جدا، ومن كل الشعوب المعانية في الشرق الأوسط.
وإذ سلط الضوء على الإنجيل الذي تم الاستماع إليه (يوحنا ٧، ٣٧ – ٣٩)، تابع البابا فرنسيس كلمته متوقفًا عند ثلاث مواهب كبرى يمنحنا إياها الروح القدس ويطلب منا أن نقبلها ونعيشها وهي الفرح، الوحدة والنبوءة.
وأشار بداية إلى أن الروح القدس هو ينبوع الفرح وقال إن الروح القدس لا يتركنا لوحدنا، فهو المعزّي الذي يؤازرنا بحضوره ويرافقنا بمحبة ويساندنا في المصاعب ويشجع أجمل أحلامنا،إن فرح الروح القدس ليس شعورًا عابرًا إنما هو فرح يولد من العلاقة مع الله، ومن معرفة أننا لسنا لوحدنا في الليالي المظلمة التي نمر بها أحيانًا، لأنه معنا.
وأضاف البابا فرنسيس: أنتم الذين اكتشفتم هذا الفرح وتعيشونه، أود أن أقول لكم: حافظوا عليه، لا بل ضاعفوه، لافتًا إلى أن الطريقة الأفضل للقيام بذلك هي إعطاء هذا الفرح. فالفرح المسيحي مُعد لأن الإنجيل يجعلنا نخرج من ذاتنا لننقل جمال محبة الله، تابع كلمته مشددا على أهمية ألّاّ يغيب الفرح في الجماعات المسيحية وأن تتم مشاركته.
وبالإضافة إلى الليتورجيا ولاسيما الاحتفال بالقداس الذي هو ينبوع وذروة الحياة المسيحية، من المهم أن نجعل فرح الإنجيل ينتشر أيضًا في عمل رعوي حيوي، وخصوصًا للشباب والعائلات والدعوات إلى الحياة الكهنوتية والرهبانية. لا يمكن أن نحتفظ بالفرح المسيحي لأنفسنا – قال البابا فرنسيس – وعندما ننشره فإنه يتضاعف.
وتابع الأب الأقدس كلمته خلال اللقاء قائلا إن الروح القدس هو ينبوع الوحدة.. وأشار إلى أنه لا ينبغي أن يكون هناك مكان للأنانية والانقسامات والثرثرة، وأضاف أن نار الروح القدس تُشعل حياتنا بتلك المحبة الرحيمة التي بها يحبنا يسوع.
وذكّر البابا فرنسيس بكلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس (٤، ٣ – ٤)”المُحافَظة على وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِباطِ السَّلام. فهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ ورُوحٌ واحِد، كما أَنَّنا دُعينا دَعوَةً رَجاؤُها واحِد”. وإذ توقف عند الشهادة التي قدّمتها “كريس” وهي عاملة راعوية، شدد البابا فرنسيس على أهمية عيش الأخوّة وأشار إلى أن الشركة والأخوّة هما عطيتان يجب أن نطلبهما دائما من الروح القدس.
وتابع من ثم كلمته قائلا إن الروح القدس هو ينبوع النبوءة وذكّر بكلمات بولس الرسول “اطمَحوا إِلى مَواهِبِ الرُّوح، ولا سِيَّما النُّبوءَة” (١ قورنتس ١٤، ١)، وأشار الأب الأقدس إلى أن النبوءة تجعلنا قادرين على أن نعيش التطويبات الإنجيلية في أوضاع الحياة اليومية.
واكمل كلمته لافتًا إلى الشهادة التي قدّمتها الراهبة روز خلال اللقاء متحدثة عن خدمتها بين السجينات، في السجون، وشكرها على ذلك. وأضاف أن الاهتمام بالمساجين يفيد الجميع، كجماعة بشرية، لأنه بكيفية معاملة الأخِيرين تقاس كرامة ورجاء المجتمع.
واستطرد: البابا فرنسيس كلمته قائلا أيها الإخوة والأخوات، في هذه الأشهر نصلّي كثيرا من أجل السلام، وفي هذا الصدد، يشكل أملاً الاتفاق الذي تم التوقيع عليه والمتعلق بالوضع في أثيوبيا. أشجع الجميع على دعم هذا الالتزام من أجل سلام دائم، كيما وبمعونة الله، تتم مواصلة السير على دروب الحوار، ويجد الشعب مجددا وسريعا حياة هادئة وكريمة. كما ودعا الأب الأقدس إلى الصلاة من أجل أوكرانيا المعذَّبة، كي تنتهي هذه الحرب.
وفي ختام كلمته قال البابا فرنسيس: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أودّ أخيرًا أن أشكركم على هذه الأيام التي عشناها معًا. وبقلب مفعم بالامتنان، أبارككم جميعًا ولاسيما الذين عملوا من أجل هذه الزيارة. ووجه الأب الأقدس الشكر أيضا إلى جلالة الملك وسلطات هذا البلد على كرم الضيافة، وأشجعكم على مواصلة مسيرتكم الروحية والكنسية بثبات وفرح. ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
(المصدر راديو الفاتيكان)