البابا فرنسيس يعيّن كاهنًا اسبانيًا والدته في طور التطويب أسقفًا مساعدًh
عيّن البابا فرنسيس الأب خوسيه ماريا أفيندانيو بيريا أسقفًا مساعدًا في أبرشية خيتافي، ووالدة الأسقف المعيّن هي خورخا بيريا، التي توفيت عام 2015، وهي الآن في المرحلة الأولى من مسيرة التطويب (المرحلة الأبرشيّة)، وكان ابنها، الأب خوسيه (65 عامًا)، قد قال في وقت سابق: إنّ “الأم تهتم دائمًا بأطفالها وهي تتشفّع لي”.
كما أكد على أنّه “ليس من الضرورة أن تدرس كثيرًا لكي تحب الله، وكل من حولنا، بطريقة ممتازة”. وأضاف متحدثًا عن والدته: “كانت والدتي تتفانى في سبيل الله، ومن أجل الكنيسة والآخرين، لاسيّما المرضى والمحتاجين الذين شاركت معهم كلّ شيء”.
وافتتحت المرحلة الأبرشيّة لقضية التطويب في 21 يوليو في أبرشيّة توليدو، وقد أشار الكاهن نفسه بأنّ والدته “لم تكن تعرف كيف تقرأ، لكنها كانت تعرف الإنجيل”، وحاليًّا، تدرس الكنيسة المحليّة حالات شفاء أمراض تمّت بشفاعة محتملة من قبل خورخا، والتي لم يستطع الطب تفسيرها علميًا.
ولدت خورخا بيريا عام 1928، وأصبحت يتيمة في سن مبكرة، عملت وهي طفلة في الحقول، من ثمّ تزوجت من كانديدو أفيندانيو في سن الخامسة والعشرين، وأنجبا خمسة أطفال، من بينهم الأسقف الجديد، كانت ربة منزل من عائلة بسيطة، وذات تعليم قليل، لكنها أظهرت الفضائل المسيحيّة بكل روعتها في حياتها كزوجة وأم.
هي مثال على الأشخاص الذين يحب البابا فرنسيس تسميتهم بـ”القديسين القريبين”. وبالتالي، تعطي هذه الزوجة والأم مثالاً ساطعًا للجميع أنّه من الممكن أن يكون هنالك قديسون يعيشون وسط هذا العالم، في خضم وظائفهم وأعمالهم العاديّة. وفي هذا السياق، نستذكر القول المعروف للقديسة تريزا الأفيلية، إنّ “الرّب يسير أيضًا بين القدور والمقالي” (الأسس 5، 8).
وقد أشارت ورقة وزعتها أبرشيّة خيتافي للتكريس الشخصي إلى أنّ “البساطة والتواضع هما علامتان طبعهما الروح القدس في قلبها”، وأن “المرضى والمحتاجين والفقراء يجدون دائمًا في قلبها الحنان والرحمة”. وبالتالي، ليس من الصدفة اختيار الأب أفيندانيو “الصدقة والتواضع” شعارًا لأسقفيته، والتي من المقرّر أن ينالها في 26 نوفمبر المقبل.
يُشار إلى أنّ الأب أفيندانيو من مواليد بلدة فيلانوفا الكارديت، في مقاطعة توليدو، في 25 أبريل 1957. وهو يخدم في أبرشيّة خيتافي، والتي انتمى إليها منذ إنشائها عام 1991، نائبًا عامًا ونائبًا للإكليروس، وقد قام بجزء كبير من خدمته الراعويّة في مدينة ليجانيس، سيم كاهنًا في أبرشية مدريد عام 1987. ومنذ عام 2018 أصبح مستشارًا للأساقفة في مجلس كاريتاس العام في اسبانيا.
وبعد وفاة والدته في عام 2015، جراء التهاب في الرئة نجم عنه احتشاء في الدماغ، بدأت أخبار النعم المنسوبة إلى شفاعة خورخا بيريا تظهر للعلن.،وقد شجّع الأسقف المساعد لختافي آنذاك، خوسيه ريكو بافيس، الأب خوسيه أفيندانيو، أن يُظهر للعالم مثال والدته، ولجمع شهادات حول حياتها وفضائها، بعد ست سنوات، في عام 2021، تمّ افتتاح المرحلة الأولى من مسيرة التطويب في الأبرشيّة، واليوم، ومن دون شكّ، وبإعلان تعيينه أسقفًا مساعدًا، ستكون ذكرى والدته حاضرة جدًا.
( المصدر ابونا)