استقبل قداسة البابا فرنسيس المشاركين في الجمعية العامة لمنظمة فرسان مالطا، وشكر قداسته في بداية كلمته الكاردينال سيلفانو توماسي على كلمته وعلى ما قام به من عمل كمندوبه الخاص، كما وحيا البابا القائم بمقام رئيس المنظمة والمسؤولين الجدد أعضاء المجلس السيادي الذين تم انتخابهم خلال الجمعية العامة التي اختُتمت للتو، والتي تُطلقون منها التزامكم بعزم متجدد، قال البابا، مانحين بمجانية ما نلتم بمجانية وشهودا على أن اتّباع يسوع في خدمة الفقراء والمرضى مسيرة تملأ النفس، فهذا يمَكنكم من لقاء الرب في وجه كل أخ في احتياج وفي كل يد تمسكون بها خلال الاستقبال، وفي كل ظرف تعيشون فيه مجددا المَثل الذي حققه مؤسسكم الطوباوي جيراردو واهبا حياته لخدمة “فقراء ربنا”.
أعرب البابا فرنسيس بعد ذلك عن سروره لعلمه أن مَن تم تعيينهم في ٣ سبتمبر الماضي في المجلس السيادي المؤقت قد حصلوا على ثقة الأغلبية في الجمعية العامة. وأشار قداسته إلى أن هذه الأغلبية، والتي تأتي من أماكن مختلفة من خمس قارات، قد أعربت عن الرضا ومنحت الثقة لمن قاد المنظمة نحو هذا المسار الجديد، وذلك من أجل تطبيق أمين للدستور الجديد. أعرب البابا عن سعادته أيضا للنقاش الجيد الذي دار خلال الجمعية العامة حول القضايا التي تم التطرق إليها.
وشدد قداسته على ما ذكر لأعضاء المنظمة في الرسالة التي وجهها إليهم في بداية الجمعية العامة، حين تحدث عن الطريق الذي يجب السير عليه باعتباره يأتينا من المسيح مباشرةً “ليؤمن العالم” (راجع يو ١٧، ٢١). توقف قداسته أيضا في حديثه إلى ضيوفه عند ضرورة الوحدة دائما من أجل تقديم شهادة لإيمانهم ولانتمائهم للمنظمة.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن مناقشة فرسان مالطا قبل الجمعية العامة، وبدعوة منه، قضية إعادة بناء الحياة الجماعية انطلاقا من الأصول والالتزام الكامل بنذر الفقر. وأضاف أنهم قد قاموا أيضا بتقييم ملموس لأشكال دعم حياة الجماعة وما يفرض هذا من التزامات. وهنأ البابا ضيوفه على هذا ووصف في هذا السياق بالصحيح اختيار عدم الإجبار على الحياة الجماعية لمن كان يعلم قبل إبراز النذور أنه غير مجبَر، بينما مَن سيُبرز النذور منذ الآن واعيا بأن هذا يعني الحياة الجماعية فسيكون ملتزما بهذا بحرية كاملة.
وواصل البابا فرنسيس معربا عن رضاه أمام قرار تأسيس مركز للمبتدئين، راجيا أن تضاف إليه قريبا مراكز أخرى. وتضرع في هذا السياق إلى الرب، داعيا ضيوفه إلى مشاركته هذا التضرع، كي يوجه دعوات كثيرة نحو فرسان مالطا. وتابع قداسته مشيرا إلى مناقشة الجمعية العامة لموضوع التنشئة الأولية والدائمة حيث تم تحديد بعض الخطوط التي يمكنها أن تساهم في تطبيق هذا. وأضاف قداسته أن مندوبه الخاص والقائم بمقام رئيس المنظمة ومسؤولي المجلس المؤقت قد قدموا خلال الجمعية العامة تقارير مفصلة كلُّ حسب مهامه، وقال البابا لضيوفه إن الأسئلة المطروحة حول القضايا المختلفة والإجابات على هذه الأسئلة ستمَكنهم من مواصلة أعمال المحبة والأعمال الإنسانية التي يقومون بها باندفاع متجدد وحماسة مسيحية متقدة.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لمنظمة فرسان مالطا، الذين استقبلهم في ختام الجمعية، قال البابا فرنسيس لضيوفه إنهم قد كتبوا صفحة هامة في تاريخ المنظمة يمكنهم أن يفخروا بها. ودعاهم قداسته إلى الحفاظ على الأمانة للمسيح، المعلِّم والرب، ومواصلة حمل رسالته إلى جميع أنحاء العالم، رسالة الشفاء للمرضى والعزاء للمتألمين. بارك الأب الأقدس بعد ذلك الجميع وعائلاتهم وأيضا المتعاونين مع المنظمة والعاملين فيها ومتطوعيها، هذا إلى جانب جميع مَن يقدمون لهم خدماتهم. ثم سأل ضيوفه ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.
(المصدر راديو الفاتيكان)