البابا فرنسيس يتحدث عن كيفية التعامل مع مَن أخطأ بحقنا.. النصح الأخوي “لا النميمة”
لا الثرثرة والنميمة التي هي طاعون حياة الأشخاص والجماعات، بل النصح الأخوي الذي يدعو إليه يسوع، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس إلى المؤمنين في ساحة القديس بطرس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، كما جدد قداسته القرب من الشعب المغربي والصلاة من أجل أوكرانيا المتألمة.
وتأمل قداسته مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، حول إنجيل اليوم الأحد (متّى 8: 15-20)، في تعليم يسوع حول الطريقة الصحيحة للتعامل مع شخص نشعر بأنّه أخطأ إلينا، مشيرًا إلى أنّ النصح الأخوي هو “أحد أسمى تعبيرات المحبّة، وأكثرها تطلبًّا أيضًا”، وقال: حين يرتكب أخ لك في الإيمان خطأً إزاءك، ساعده من خلال النصح، بدون حقد.
ومع ذلك، أقرّ البابا فرنسيس بأنّ الخطوة الأولى التي نتخذها في أغلب الأحيان هي نشر النميمة حول ذلك الشخص بدلاً من مواجهته بشكل مباشر وعلى انفراد. وأوضح بأنّ هذا الموقف “لا يرضي الله”، مجدّدًا التأكيد على أنّ الثرثرة هي “طاعون في حياة الناس والجماعات، وذلك لأنها تؤدي إلى الانقسام والمعاناة والفضيحة، ولا تساعد أبدًا في التحسّن أو النمو”.
وأشار إلى أنّ يسوع يقدّم لنا طريقة أفضل عندما نتعرّض للأذى من قبل شخص ما، وذكّر البابا فرنسيس هنا بكلمات السيّد المسيح من إنجيل اليوم: “إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ”، وحثّ قداسته على التحدّث مع الأخ الذي خطئ بشكل انفرادي لمساعدته على أن يفهم أين أخطأ، ومن أجل خيره، وذلك بالتحلّي بالشجاعة الحقيقيّة التي لا تعني الحديث عن الآخرين في غيابهم، بل قول الأشياء وجهًا لوجه، بتواضع ولطف.
وتساءل: وإن لم يكن هذا كافيًا؟ إن لم يفهم؟ أجاب قداسته: في هذه الحالة علينا البحث عن مساعدة. لكن احذروا، ليس من المجموعة المشاركة في الثرثرة، بل، وكما يقول يسوع “وإِن لم يَسمَعْ لَكَ فخُذْ معَكَ رجُلاً أَو رَجُلَين”، طلب المساعدة من أشخاص يريدون بالفعل مد اليد لهذا الأخ الذي أخطأ أو لهذه الأخت التي أخطأت.
وتساءل أيضًا: وماذا لو لم يفهم بعد؟ أجاب: إذن، فلنُشرك الجماعة حسبما قال يسوع. ولكن هنا أيضًا علينا أن نكون واضحين، فهذا لا يعني فضح الشخص على الملأ، بل توحيد جهود الجميع لمساعدته على التغيّر. إنّ توجيه أصابع الاتهام إلى الأشخاص ليس فعلاً جيدًا، بل هو غالبًا ما يجعل أكثر صعوبة بالنسبة لمن أخطأ أن يعترف بخطئه. على الجماعة بالأحرى، ومع إدانة الخطأ، أن تجعل مَن أخطأ يشعر بقربها منه بالصلاة وبالمشاعر، وباستعدادها لتقديم المغفرة والتفهم وللبدء من جديد.
وفي الختام، دعا البابا فرنسيس إلى النظر في مواقفنا تجاه أولئك الذين يسيئون إلينا، وقدّم للمؤمنين مجموعة من الأسئلة المفتوحة: كيف عليّ أن أتصرف مع مَن يخطئ بحقي؟ هل أحتفظ بالأمر في داخلي وأدع الحقد يتراكم؟ هل أجعل هذا مبررًا للثرثرة حول هذا الشخص في غيابه أم لدي الشجاعة كي أسعى إلى التكلم معه؟ هل أصلي من أجله أو من أجلها وأطلب مساعدة من أجل فعل الخير؟ هل تتولى جماعاتنا أمر مَن سقط، لتمكينه من النهوض مجددًا ولكي يبدأ حياة جديدة، هل توجه أصابع الاتهام أم تفتح الأذرع. ماذا تفعل أنت؟ أتوجه إصبع الاتهام أم تفتح ذراعيك؟
(راديو الفاتيكان)