تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها نحتفل اليوم بعيد العائلة المقدسة ليسوع ومريم ويوسف. ويظهرها لنا الإنجيل في هيكل أورشليم، من أجل تقديم الطفل يسوع للرب.
تابع البابا فرنسيس يقول تصل العائلة المقدسة إلى الهيكل وتقدم هناك التقدمة الأكثر تواضعًا وبساطة بين التقدمات التي تفرضها الشريعة، كشهادةً على فقرها. وأخيراً، نالت مريم نبوءة: “وأَنتِ سيَنفُذُ سَيفٌ في نَفْسِكِ”. وصلوا بفقر وغادروا محمَّلين بالألم. وهذا الأمر يثير الدهشة: ولكن كيف يمكن لعائلة يسوع، العائلة الوحيدة في التاريخ التي يمكنها أن تفتخر بنفسها لحضور الله فيها في اللحم والدم، أن تكون فقيرة بدلاً من أن تكون غنية! وبدلاً من أن يتم تسهيل أمورها، تواجه العوائق! وبدلاً من أن تكون خالية من التعب، هي تغرق في آلام عظيمة!
أضاف الأب الأقدس يقول ماذا يقول لعائلاتنا أسلوب عيش العائلة المقدّسة هذا؟ يقول لنا شيئًا جميلاً جدًا: إن الله، الذي كثيرًا ما نتخيله فوق المشاكل، قد جاء ليسكن حياتنا بمشاكلها. وهكذا خلصنا: لم يأت بالغًا، بل صغيرًا جدًا؛ وعاش في عائلة، ابن لأم وأب؛ وهناك قضى معظم وقته، يكبر ويتعلم، في الحياة اليومية، وفي الخفاء والصمت. هو لم يتجنب الصعوبات، لا بل، باختياره لعائلة “خبيرة في الألم”، يقول لعائلاتنا: “إذا وجدتم أنفسكم في صعوبة، أنا أعرف ما تشعرون به، فقد عشت ذلك: أنا وأمي وأبي قد اختبرنا ذلك لكي نقول أيضًا لعائلتكم: أنتم لستم وحدكم!”.
تابع الحبر الأعظم يقول كان يوسف ومريم: “يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه”. لأنهما لم يظنا أن سمعان الشيخ والنبية حنة قد يقولان هذه الأمور. لقد تعجّبا. وأريد اليوم أن أتوقّف عند هذا: على القدرة على الدهشة. إنَّ القدرة على الدهشة هي سر للمضي قدما بشكل جيد في العائلة. وعدم الاعتياد على اعتيادية الأمور، وأن نعرف أولاً كيف نندهش أمام الله الذي يرافقنا. ومن ثمَّ الاندهاش في العائلة. وأعتقد أنه من الجيد للزوجين أن يعرفا كيف يندهشا أمام بعضهما البعض، على سبيل المثال أن تمسك الآخر بيده وتنظر في عينيه لبضع لحظات في المساء، بحنان: إنَّ الدهشة تحملك دائمًا إلى الحنان. إنَّ الحنان جميل بين الزوجين. ومن ثم نندهش أمام معجزة الحياة، والأبناء فنجد وقتًا لكي نلعب معهم ونصغي إليهم. أسألكم أيها الآباء والأمهات: هل تجدون وقتاً لكي تلعبوا مع أبنائكم؟ لكي تأخذوهم في نزهة؟ بالأمس تحدثت مع شخص عبر الهاتف وسألته: أين أنت؟ فقال: “أنا في الساحة، لقد أخذت أبنائي في نزهة”. هذه هي الأبوة والأمومة الجميلة. ومن ثمَّ الدهشة أمام حكمة الأجداد: في كثير من الأحيان، نحن نخرج أجدادنا من حياتنا. لا: الأجداد هم مصادر حكمة. لنتعلم كيف نندهش أمام حكمة أجدادنا، وأمام تاريخهم. إنَّ الأجداد يعيدون لنا الحياة الأساسية. وأخيرًا، لنندهش أمام قصة حب كلِّ فرد منا – كلٌّ منا لديه قصته الخاصة وقد جعلنا الرب نسير بالحب: لنندهش أمام ذلك. من المؤكد أيضًا أن لحياتنا جوانب سلبية، ولكن علينا أن نندهش من صلاح الله في السير معنا، حتى لو كنا عديمي الخبرة.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم، سلطانة العائلة، لكي نندهش كل يوم أمام الخير ونعرف كيف نعلِّم الآخرين جمال الدهشة.
(راديو الفاتيكان)