Uncategorized

البابا فرنسيس في عيد الثالوث الأقدس: كلمة “الله” تقدم لنا واقعا فريدا ومهيبا

استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد مشيرا إلى الاحتفال اليوم بعيد الثالوث الأقدس، ومسلطا الضوء على حوار يسوع مع نيقوديمس، المأخوذ من إنجيل القديس يوحنا (٣، ١٦ – ١٨).

ولفت الأب الأقدس إلى أن نيقوديمس كان عضوا في السنهدريم وشغوفا بسر الله يرى في يسوع معلمًا إلهيا ويذهب في الخفاء، ليلاً، ليتحدث معه. أصغى يسوع إليه وفاجأه أولا مجيبا أنه لدخول ملكوت الله ينبغي الولادة من جديد، ثم كشف له جوهر السر قائلا إن الله أحبّ البشرية كثيرا حتى أنه أرسل ابنه إلى العالم، يسوع، الابن، يحدثنا عن الآب ومحبته الكبيرة.

وأضاف البابا فرنسيس: أب وابن. إنها صورة مألوفة، وإن فكرنا فيها تهز تصورنا حول الله، وأشار إلى أن كلمة “الله” نفسها تقدم لنا واقعا فريدا ومهيبا وبعيدا، بينما الكلام عن أب وابن يذكّرنا بالمنزل. ونستطيع التفكير بالله من خلال صورة عائلة مجتمعة حول المائدة حيث تتم مقاسمة الحياة. في الواقع إن المائدة التي هي في الوقت نفسه مذبح، هي رمزٌ تُصوّر به بعض الأيقونات الثالوث الأقدس. إنها صورة تحدثنا عن إله شركة، الآب والابن والروح القدس. وأضاف البابا فرنسيس ولكن ليست صورة فقط، إنها واقع، لأن الروح القدس، الروح الذي سكبه الآب من خلال يسوع في قلوبنا (راجع غلاطية ٤، ٦)، يجعلنا نتذوق حضور الله: حضور قريب، رؤوف وحنون. وإن الروح القدس يفعل معنا مع فعله يسوع مع نيقوديمس: يُدخلنا في سر الولادة الجديدة، ويكشف لنا قلب الآب ويجعلنا نشارك في حياة الله نفسها.

وباستطاعتنا القول إن الدعوة التي يوجهها إلينا هي الجلوس إلى المائدة مع الله لنتقاسم محبته. وهذا ما يحصل في كل قداس، على مذبح مائدة الافخارستيا حيث يقدم يسوع ذاته للآب ويقدم ذاته من أجلنا. إن إلهنا هو شركة محبة، هكذا أظهره لنا يسوع، قال البابا فرنسيس في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي وأضاف: هل تعرفون كيف نستطيع أن نتذكر ذلك؟ من خلال علامة بسيطة تعلّمناها منذ طفولتنا، هي علامة الصليب، فمن خلال رسم إشارة الصليب نتذكر أن الله أحبّنا حتى أنه بذل حياته من أجلنا، ونكرر لأنفسنا أن محبته تغمرنا بالكامل كعناق لا يتركنا أبدا. ونسعى في الوقت نفسه كي نشهد لله – المحبة.

وتابع البابا فرنسيس قائلا: نستطيع اليوم إذا أن نسأل أنفسنا: هل نشهد لله – المحبة؟ هل تشهد جماعاتنا أن الله محبة؟ هل تعرف جماعاتنا أن تحب؟ هل ندع الباب مفتوحا دائما، ونعرف استقبال الجميع كإخوة وأخوات؟

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى