البابا فرنسيس: الرب يحمل الحداثة على الدوام ويجدّد وقائع الحياة
تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع وفود المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يروي إنجيل اليوم مثل تاجر كانَ يَطلُبُ ٱللُّؤلُؤَ الكَريم، ويقول يسوع إنه “وَجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينَة، فَمضى وَباعَ جَميعَ ما يَملِكُ وَاشتَراها”، فلنتوقف قليلاً عند تصرفات هذا التاجر، الذي يبحث أولاً ثم يجد وأخيرًا يشتري.
تابع البابا فرنسيس يقول التصرف الأول هو النظر، إن تاجرنا هو تاجر مغامر، فهو لا يقول: “تكفيني اللآلئ التي أملكها”، بل يبحث عن لآلئ أجمل منها، وهذه هي دعوة لنا لكي لا ننغلق في العادة والروتين، وفي رداءة الذين يكتفون بأي شيء، وإنما لكي نعيد إحياء الرغبة لتعزيز أحلام الخير، والبحث عن حداثة الرب، لأن الرب ليس تكراريًّا، بل يحمل الحداثة على الدوام ويجدّد وقائع الحياة.
أضاف الأب الأقدس يقول إن تصرّف التاجر الثاني هو أن يجد. إنه شخص متنبه ويقظ، ويعرف كيف يتعرف على لؤلؤة ذات قيمة كبيرة. وهذا الأمر ليس سهلاً. لنفكر، التاجر في المثل لديه عين ثاقبة ويعرف كيف يجد و”يميز” اللؤلؤة.
هذا هو أيضًا درس لنا كل يوم، في البيت، في الشارع، في العمل، وحتى في الإجازة، لدينا الإمكانية لكي نتنبّه للخير، ومن المهم أن نعرف كيف نجد ما يهم، وأن نتمرّن على التعرف على جواهر الحياة الثمينة وتمييزها عن الحُلي الرخيصة، فلا نضيعنَّ إذن الوقت والحرية في الأشياء التافهة، والتسليات التي تتركنا فارغين من الداخل، بينما تقدم لنا الحياة كل يوم لؤلؤة اللقاء مع الله ومع الآخرين!
تابع البابا يقول التصرف الأخير: اشترى التاجر اللؤلؤة إذ تنبّه لقيمتها الهائلة، باع كل شيء، وضحّى بكل شيء من أجل الحصول عليها، وهذه أيضًا هي دعوة لنا. ولكن ما هي هذه اللؤلؤة التي يمكن للمرء أن يتخلى عن كل شيء من أجلها، والتي يحدثنا الرب عنها؟ إنه هو نفسه، يسوع! هو لؤلؤة الحياة الثمينة التي علينا أن نبحث عنها ونجدها ونجعلها خاصتنا، وبالتالي يستحق الأمر أن نستثمر كل شيء فيه لأن الحياة تتغير عندما نلتقي بالمسيح.
أضاف الأب الأقدس يقول لنستعد إذن تصرفات التاجر الثلاث – البحث والعثور والشراء – ولنسأل أنفسنا بعض الأسئلة. البحث: في حياتي، هل أنا في حالة بحث؟ هل أشعر أنني على ما يرام، وبأنني وصلت، هل أنا مكتفٍ، أم أنني أدرَّب رغبتي في فعل الخير؟ التصرف الثاني، العثور: هل أتمرّن على تمييز ما هو صالح ويأتي من الله، وأعرف كيف أتخلى عن ما لا يترك لي إلا القليل أو لا شيء أبدًا؟ أخيرًا، الشراء: هل أعرف كيف أبذل نفسي في سبيل يسوع؟ هل يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لي، وهل هو الخير الأعظم في حياتي؟ سيكون من الجيد أن نقول له اليوم: “يا يسوع، أنت خيري الأعظم”.
(المصدر راديو الفاتيكان)