البابا فرنسيس إلى شباب روسيا الكاثوليك: كونوا صانعي سلام وازرعوا بذور المصالحة
أجرى البابا فرنسيس اتصالا عبر الشبكة مع شباب روسيا الكاثوليك خلال لقائهم العاشر في سان بطرسبرج، وتأمل معهم في عدد من الأفكار داعيا إياهم إلى أن يكونوا صانعي سلام في زمن النزاعات والاستقطاب هذا.
ووجه البابا فرنسيس كلمة إلى المشاركين في هذا اللقاء عبر اتصال فيديو تحدث في بدايته عن الاحتفال ثلاثة أسابيع مضت باليوم العالمي للشباب في البرتغال بمشاركة شباب من جميع أنحاء العالم، ثم اعرب عن فرحه الكبير بأن يكون اليوم مع شباب روسيا الكاثوليك لتقاسُم لحظة الإيمان والرجاء هذه.
وانطلاقا من موضوع اليوم العالمي للشباب “قامت مريم ومضت مسرعة” أراد البابا فرنسيس أن يطرح على الشباب ثلاث أفكار يمكنهم التأمل فيها داخليا ومعا كلٌّ انطلاقا من خبراته، الفكرة الأولى هي أن الله يدعونا إلى الخروج والسير، قال البابا للشباب مشيرا إلى أن كلا منهم هو مدعو من الله مثل مريم، فقد اختارنا الله جميعا ودعانا.
الفكرة الثانية التي طرحها البابا فرنسيس في حديثه إلى الشباب الكاثوليك في روسيا هي أن محبة الله هي للجميع وأن الكنيسة هي للجميع. وقال في هذا السياق إن محبة الله تتميز بالضيافة، فهو يستقبل دائما ويخلق الفسحات كي نجد جميعا مكانا، ويضحي بذاته من أجل الآخر وهو متنبه إلى احتياجات الآخر.
وواصل البابا فرنسيس حديثه مشيرا إلى كون الكنيسة أُمًا منفتحة القلب قادرة على الاستقبال، وخاصة استقبال مَن هم في حاجة إلى عناية أكبر، الكنيسة هي أم مُحبة وذلك لأنها بيت المحبوب والمدعو. وشدد قداسته في هذا السياق على ضرورة أن تكون الكنيسة مفتوحة للجميع.
وفي حديثه عن الفكرة الثالثة توقف البابا فرنسيس عند ضرورة انفتاح الشباب والمسنين أحدهم إزاء الآخر، وقال قداسته إن الشباب حين يلتقون المسنين يمكنهم تَلَقي غنى خبراتهم وحياتهم، بينما يجد المسنون خلال لقائهم الشباب وعد مستقبل مفعم بالرجاء.
ودعا البابا بالتالي الشباب إلى الحوار مع الأجداد والإصغاء إليهم، وتوقف في هذا السياق عند الحلم مؤكدا أن الجميع يحلمون، الشباب والمسنون، وأضاف أن القدرة على الحلم هي ما يحافظ على وحدة الأجيال.
وبعد الإشارة إلى هذه الأفكار الثلاث دعا البابا فرنسيس الشباب إلى أن يكونوا بناة جسور بين الأجيال مشددا على أهمية التحالف بين الشباب والمسنين. ثم تابع الأب الأقدس راجيا لشباب روسيا دعوة أن يكونوا صانعي سلام وسط النزاعات والاستقطاب التي تضرب عالمنا، وأن يزرعوا بذور المصالحة، بذورا صغيرة في شتاء الحرب هذا ستُزهر في ربيع مستقبلي، قال قداسته. شجع البابا بعد ذلك الشباب على أن يستبدلوا المخاوف بالأحلام.
(المصدر راديو الفاتيكان)