البابا: البحر المتوسط مقبرة كبيرة ولا للخوف من “غزو” المهاجرين
سلط البابا فرنسيس الضوء على أن البحر الأبيض المتوسط قد أصبح ”مقبرة عظيمة”، وعبّر البابا مرة أخرى الإثنين عن ألمه خلال حديث دام لمدة ساعة مع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، قائلًا: “لسوء الحظ، أصبحت هذه مقبرة كبيرة في العقد الماضي، حيث لا تزال المآسي تتوالى، وذلك أيضاً بسبب المتاجرين بالبشر عديمي الضمير”، مبيناً أن “من بين الضحايا العديدين، دعونا لا ننسى أن هناك كثير من القُصَّر غير المصحوبين بذويهم”، وقال فرنسيس، إن “على منطقة المتوسط أن يكون مختبرًا للسلام، ومكانًا تلتقي فيه مختلف البلدان والحقائق على أساس الإنسانية التي نتشاطرها جميعاً”، وكما “أتيحت لي الفرصة للتأكيد خلال رحلتي الأخيرة إلى مرسيليا، أمام هذه المأساة الهائلة، ينتهي بنا الأمر بسهولة إلى إغلاق قلوبنا، والاحتماء خلف الخوف من الغزو”، من جانب المهاجرين.
وأشار البابا إلى: “إننا ننسى بسهولة أن أمامنا أشخاصاً بوجوه وأسماء، ونتجاهل الدعوة الخاصة لأجل بحرنا، وهي ألا يكون قبراً، بل مكانًا للقاء والإثراء المتبادل بين الناس والشعوب والثقافات”، ومع ذلك، شدد على ضرورة إدارة هذه الظاهرة، التي “تعني أن علينا تنظيم استقبال المهاجرين، دعمهم، مرافقتهم وإدماجهم، مع احترام ثقافة وحساسية وسلامة السكان المسؤولين عن الاستقبال والاندماج”. ومن ناحية أخرى، ذكّر بيرغوليو بأن “من الضروري أيضًا التذكير بحق الفرد بالبقاء في وطنه وكل ما يترتب على ذلك من ضرورة تهيئة الظروف اللازمة لعيش حياته اليومية بفعالية. وفي مواجهة هذا التحدي، لا يمكن ترك أي بلد بمفرده، ولا يمكن لأي شخص أن يفكر بمعالجة هذه القضية بمفرده عن طريق تشريعات أكثر تقييداً وقمعاً، يتم الموافقة عليها أحيانا تحت ضغط الخوف أو لزيادة الإجماع الانتخابي”. ورحب البابا بـ”التزام الاتحاد الأوروبي بالبحث عن حل مشترك من خلال اعتماد الميثاق الجديد بشأن الهجرة واللجوء، مع ملاحظة بعض القيود، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بحق اللجوء وبسبب خطر ممارسة الاعتقالات التعسفية” للمهاجرين.
(وكالة آكي الإيطالية)