الاعتداءات ضد المسيحيين في باكستان..
وزير سابق في الحكومة الباكستانية: توجَّه الاتهامات إلى المسيحيين ويلقون في السجن.. فيما يفلت من العقاب من تسببوا بأعمال العنف
ندد رئيس مجلس أساقفة باكستان ورئيس أساقفة إسلام أباد راول بيندي المطران جوزيف أرشد، ندد بما حدث جارانوالا، وتوجه إلى حكومة ولاية بنجاب مطالباً إياها باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المعتدين.
وأصدر سيادته مذكرة نشرها الموقع الإلكتروني الخاص بالأبرشية، كتب فيها أن هذه الحوادث تفتح الباب أمام انعدام الأمن بالنسبة للأقليات المتواجدة في باكستان، موضحا أن المؤمنين ودور العبادة التابعة لهم لا يشعرون بالأمان. وطالب هو أيضا بفتح تحقيق شفاف في الحادث المأساوي، كي يُطبق القانون وتحل العدالة ويتم العمل على بناء مجتمع أفضل في إطار التناغم واحترام الأديان.
وقال الطبيب بول بهاتي، الذي كان بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٤ وزيراً للتناغم والأقليات في باكستان، وهو شقيق الزعيم السياسي المسيحي شهباز بهاتي الذي قُتل في العام ٢٠١١، إن ما يحصل اليوم هو أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن من يدفع الثمن هم الأشخاص الفقراء والمهمشون. وتطرق إلى ما يُعرف بقانون التجديف الذي يستخدمه غالباً المتشددون الإسلاميون كحجة للاعتداء على الأقليات الدينية، موضحا أن هذا القانون ينص على عقوبات تصل إلى حد السجن المؤبد والإعدام بحق من يدانون بالإساءة إلى القرآن أو نبي الإسلام.
وتابع بهاتي يقول إن هناك بعض المسلمين الذين يريدون الحفاظ على قانون التجديف، وفي الوقت نفسه يرفضون الانصياع للقوانين، فعوضا عن الإبلاغ عن انتهاكات مزعومة لهذا القانون – كي يتحقق منها القضاء – يسعون إلى تطبيق العدالة بأنفسهم، ويهاجمون المسيحيين. وكرر المسؤول الباكستاني أن هذه الممارسات غير مقبولة بتاتاً، وهي تحصل بشكل متواصل، لافتا إلى أنه في معظم الأحيان توجَّه الاتهامات إلى المسيحيين ويلقون في السجن، فيما يفلت من العقاب من تسببوا بأعمال العنف هذه.
لم يخف بول بهاتي غضبه حيال ما جرى، موضحا أنه في الماضي حصلت مساعٍ تهدف إلى إلغاء قانون التجديف، لكن هذا الأمر ليس أولوية اليوم، لأن الأولية تكمن في إقناع المسلمين بعدم تكرار ما حصل وإذا فعلوا ذلك لا بد أن يُعاقبوا. فضلا عن ذلك ثمة ضرورة لتعزيز الحوار بين الأديان. وختم قائلا إن الطرفين مدعوان إلى تربية الأجيال الناشئة على احترام القيم المشتركة لدى جميع الأديان. وإذا ما تحقق ذلك فسينعكس الأمر إيجاباً لا على المسيحيين وحسب إنما على المسلمين والمجتمع الباكستاني كله.
اندلعت أعمال العنف هذه يوم الأربعاء الفائت في جارانوالا، بولاية بنجاب الشرقية، بعد أن اتهمت مجموعة مواطنَين مسيحيين بتدنيس القرآن، وسرعان ما هاجمت حشود غاضبة، بتحريض من التيارات المتشددة، عدداً من الكنائس والبيوت في المنطقة، ويقول المدير التنفيذي للمجلس الموحد للكنائس سيمون سهيل إن الهجمات استهدفت إحدى وعشرين كنيسة على الأقل، مضيفا في مؤتمر صحفي عقده في إسلام أباد أن المعتدين أقدموا على إحراق الكتب المقدسة داخل الكنائس، كما أجبروا عدداً من المؤمنين المسيحيين على ترك بيوتهم. وقال إن المجلس يحثّ الحكومة على فتح تحقيق مستقل في الحادث وإنزال أشد العقوبات بحق المسؤولين عنه، لافتا إلى أن الشرطة تدخلت لتهدئة النفوس لكنها لم تتمكن من احتواء أعمال الشغب.
رئيس الحكومة الموقت أنور الحق كاكار، وعد باتخاذ التدابير اللازمة بحق المسؤولين عما جرى وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي إنه أصيب بالصدمة لدى رؤيته مشاهد الاعتداءات لافتا إلى أن السلطات ستتخذ إجراءات صارمة ضد كل من ينتهكون القوانين ويستهدفون الأقليات. وأضاف أن الحكومة طلبت من الأجهزة الأمنية أن تعتقل المذنبين وأن تسلمهم للقضاء، مشددا على أن الحكومة تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة. وكانت الشرطة المحلية قد أقدمت على اعتقال أكثر من مائة شخص على خلفية الهجمات ضد الأقلية المسيحية.
(المصدر راديو الفاتيكان)