Uncategorized

الإجهاض قتل وتأجير الرحم غير إنساني بينما القنابل النووية جريمة ضد الكرامة ورفض تام لزواج المثليين.. كتاب جديد عن حياة البابا فرنسيس

صدر في 19 مارس الجاري كتاب بعنوان “الحياة، قصتي في التاريخ”، ويمكن اعتباره سيرة ذاتية للبابا فرنسيس حيث يروي فيه -بالتعاون مع متخصص الشؤون الفاتيكانية في شبكة ميدياسيت الإعلامية الإيطالية فابيو ماركيزي راجونا- فصولاً كثيرة من حياته وارتباط هذه المحطات بفترات وأحداث تاريخية مختلفة. وقد نشرت جريدة كوريري ديلا سيرا الإيطالية قبل أيام مقالًا حول الكتاب مستبقة الكثير من المواضيع التي يتطرق إليها الأب الأقدس.

ومن بين ما نقلت الجريدة حديث البابا فرنسيس عن طفولته وبشكل خاص عن جدته “روزا” والدة أبيه والتي كان لها دور كبير في تنشئته، مشيرًا إلى أن جدَيه كانا يتحدثان بلهجة مقاطعة بييمونتي الإيطالية التي تأتي منها عائلته التي هاجرت إلى الأرجنتين، ويتحدث البابا عن جده “جوفاني” الذي شارك في الحرب العالمية الأولى، بينما يتطرق الأب الأقدس إلى الحرب العالمية الثانية مشيرا إلى الرسائل التي كانت تصل إلى العائلة في بوينوس إيرس والتي كانت تشير إلى أن رجال البلدة أصل عائلة البابا فرنسيس لم يتوجهوا إلى القتال بل كانوا يعملون في الحقول، ويتحدث عن سرد هذه الرسائل كيف كانت النساء يقمن بمراقبة وصول محتمَل لمفتشي الجيش فكُنَّ يرتدين ملابس حمراء في حال وصول المفتشين كإشارة للرجال للاختباء.

يروي البابا فرنسيس من جهة أخرى رحلة جدَيه ومعهما ابنهما ماريو، والد الأب الأقدس، كما ويتحدث البابا عن طفولته في العاصمة الأرجنتينية وكيف كان والداه يصطحبانه مع أخوته لمشاهدة الأفلام الإيطالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويذكر الأب الأقدس في هذا السياق عددا من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما، ويواصل البابا الحديث عن الحرب العالمية الثانية ويتوقف عند القنابل النووية التي اُلقيت على هيروشيما وناجازاكي، ويصف استخدام هذه الأسلحة بجريمة ضد الإنسان وكرامته، ثم يتساءل الأب الأقدس كيف يمكن أن نعتبر أنفسنا حماة للسلام والعدالة بينما نصنع في الوقت ذاته أسلحة جديدة، وكشف الأب الأقدس أنه كان يريد التوجه إلى اليابان كإرسالي إلا أنه لم يُسمح له بذلك بسبب أوضاعه الصحية غير الجيدة في تلك الفترة.

الدفاع عن الحياة وحمايتها في كل مراحلها، من الحبل بها وحتى الموت، كان هذا من المواضيع التي أشارت إليها الجريدة الإيطالية فنقلت تأكيد البابا فرنسيس في الكتاب على كون الإجهاض قتلًا، وأيضًا على أهمية الدفاع عن الحق في الاستنكاف الضميري، كما ويتحدث قداسته عن تأجير الرحم كظاهرة غير إنسانية آخذة في الانتشار تشكل تهديدا لكرامة الرجل والمرأة وتتعامل مع الأطفال وكأنهم سلعة.

يتطرق البابا فرنسيس في الكتاب أيضا إلى فترة الحكم الدكتاتوري في الأرجنتين وكيف ساعد بعض الإكليركيين في الإفلات من اعتقالهم من قِبل السلطات العسكرية، كما وأشار قداسته إلى الاتهامات غير الصحيحة التي وُجهت إليه بالتعاون مع الحكم العسكري حيث ثبتت على العكس معارضته الحازمة للدكتاتورية، كما ويتوقف البابا عند إرساله إلى قرطبة عقابا له وذلك على أخطاء قام بها كمسئول عن اليسوعيين الشبان بسبب تصرفات سلطوية، ووصف فترة وجوده في قرطبة بفترة تطهر.

وكانت علاقته بالبابا بندكتس الـ16 من بين المواضيع العديدة التي يتحدث عنها البابا فرنسيس في الكتاب، ويتوقف قداسته عند شخصية سلفه مشيرا إلى لقاء بندكتس الـ16 الكرادلة المشاركين في الكونكلاف لاختيار البابا الجديد وكيف أكد بتواضع احترامه وطاعته للبابا الذي سيتم انتخابه، ويتحدث البابا فرنسيس عن ألمه لرؤية استغلال البعض للبابا بندكتس الـ16 من أجل أغراض أيديولوجية وسياسية.

ومن المواضيع الأخرى التي يتطرق إليها فرنسيس في كتابه؛ حديثه عن أوروبا والاتحاد الأوربي حيث أكد قداسته أن كل بلد يحمل ثقافته وفلسفته وثراءه وعليه أن يحافظ عليها، ولكن من الضروري أحداث تناغم في التنوع واحترام الاختلاف والعمل من أجل الوحدة، بالإضافة إلى حديث الأب الأقدس المتكرر في الكتاب عن حماية السلام والعمل ومواجهة الاتجار بالسلاح ومبالغات عالم المالية، هذا إلى جانب توجيه البابا نداءً من أجل حماية الخليقة.

فيما كانت المثلية الجنسية من القضايا الأخرى التي أشارت إليها الجريدة، فنقلت حديث البابا عن تخيله للكنيسة كأُم تعانق الجميع وتستقبلهم، وأشار قداسته حسبما ذكرت الجريدة إلى مباركة مَن هم في علاقات غير نظامية، بما في ذلك المثليين، وقال في هذا السياق: إن وجود أساقفة يقررون عدم إتباع هذا الطريق لا يعني بداية انشقاق وذلك لأن عقيدة الكنيسة ليست محل نقاش، ويؤكد البابا رفض زواج المثليين لكنه يضيف أنه من الصحيح أن يكون هناك غطاء قانوني لمن يعيش عطية الحب.

ونقلت الجريدة من جهة أخرى حديث البابا فرنسيس عن احتمال تخليه عن الخدمة البطرسية، حيث قال: إنه لا يرى مبررات لمثل هذا القرار، مضيفا أنه في حال عدم القدرة على القيام بهذه الخدمة فهناك رسالة وقَّعها في بداية حبريته تُحفَظ في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان تتضمن التخلي، وأوضح قداسته أنه في حال حدوث مثل هذا الأمر فإنه يفضِّل ألا يُسمى بابا فخريا بل أسقف روما الفخري، وفي حال التخلي عن القيام بخدمته -وهو ما وصفه باحتمال بعيد- يريد العيش في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما ليواصل منح أسرار الاعتراف والمناولة للمرضى. 

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى