Uncategorized

الأمم المتحدة: الحرب جعلت قطاع غزة “غير صالح للعيش”

دمّرت الحرب الإسرائيلية على حماس قرابة نصف المباني في قطاع غزة وحوّلت الجيب الفلسطيني إلى مكان “غير صالح للعيش” ويحتاج إلى عشرات مليارات الدولارات لإعادة إعماره، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة نهاية يناير الماضي، وأفاد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير بأن “مستوى الدمار الناجم عن آخر عملية عسكرية إسرائيلية جعل (قطاع غزة) غير صالح للعيش”، وقدّر أنه بحلول نهاية نوفمبر الماضي دُمّر أو تضرّر 37379 مبنى أي ما يعادل 18% من إجمالي المباني في قطاع غزة، ومنذ ذلك الوقت تُظهر صور الأقمار الصناعية حجم الدمار المتزايد بحسب الخبير الاقتصادي لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية رامي العزّة الذي شارك في إعداد التقرير.

ويقول “العزّة” المتخصص في المساعدات للشعب الفلسطيني: “تشير البيانات الجديدة إلى أن 50% من المباني في غزة متضررة أو مدمّرة”، محذرًا من أنه “كلما طال أمد هذه العمليات العسكرية في غزة كلما كان تأثيرها أكثر خطورة”.

وأضاف: “قطاع غزة غير صالح حاليًا للعيش”، وذكّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية بأن قطاع غزة كان في حالة يرثى لها قبل اندلاع الحرب حيث أدى الحصار المستمر منذ 17 عامًا والعمليات العسكرية المتكررة إلى جعل نحو 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الدولية.

وقدّرت الوكالة الأممية باستخدام صور الأقمار الصناعية والبيانات الرسمية أن اقتصاد غزة انكمش بنسبة 4.5% في الفصول الثلاثة الأولى من العام 2023، وقالت في بيان إن الحرب “أدت إلى تسريع وتيرة التدهور بشكل كبير وعجلت بانكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 24% وانخفاض حصة الفرد في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 26,1% على مدار العام بأكمله”.

ونوّه “العزّة” إلى أن تراجع إجمالي الناتج المحلي للفرد الذي سُجّل العام الماضي يعادل ما حدث خلال فترة الحصار بأكملها وخلال ست عمليات عسكرية سابقة، وبعدما كانت 45% من القوة العاملة في غزة تعاني من البطالة قبل السابع من أكتوبر، ارتفعت النسبة في القطاع المحاصر إلى 80% تقريبًا بحلول ديسمبر، وقال “العزّة”: “توقف القطاع الاقتصادي بكامله في غزّة”، مشيرًا إلى أن الأشخاص الوحيدين الذين يعملون حاليًا في القطاع هم المشاركون في العمليات الإنسانية.

وتشير تقديرات الوكالة الأممية إلى أنه حتى إذا بدأت عملية إعادة الإعمار على الفور وعادت غزة إلى متوسط معدل النمو الذي شهدته في السنوات الـ15 الماضية وهو 0.4%، فإن الأمر سيستغرق سبعة عقود حتى يعود الجيب الفلسطيني إلى مستوى إجمالي الناتج المحلي الذي سجله في العام 2022، وشدّدت الوكالة على الحاجة إلى مساعدات دولية ضخمة لإعادة إعمار غزة ودفع التنمية فيها إلى مستوى أكثر ملاءمة للعيش، وجاء في تقريرها أنه “ليس هناك شك في أنها ستصل إلى عشرات المليارات من الدولارات”.

وأكّدت الوكالة الأممية على أن أي حل للأزمة سيتطلب وقف العملية العسكرية ورفع الحصار والتحرك نحو حل الدولتين. وأضافت أن الهدف لا يمكن أن يكون ببساطة “العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل أكتوبر 2023″، وتابعت “لا بدّ من كسر الحلقة المفرغة للتدمير وإعادة الإعمار الجزئي”.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى