الأساقفة الموارنة عبّروا عن حزنهم لمآسي الحرب في غزة: لعدم فتح جبهات جديدة
عقد المطارنة الموارنة في 6 ديسمبر الجاري اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية، وفي ختام الاجتماع أصدروا بيان عبروا فيه عن حزنهم العميق للحرب التي تدور في غزّة بمآسيها الفظيعة وويلاتها المرعبة وكانوا قد تبصّروا خيرًا في الهدنة التي استمرّت لستة أيام، وشجب الآباء أن تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأي فصيلة من الفصائل الفلسطينية لأنه انتهاك لسيادة لبنان كدولة مستقلة، وذكّروا أن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانية وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبناني، واعتبر الآباء أن الدولة اللبنانية التي من حقها الحصري أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسساتها الدستورية، وأن يكون لديها أداة فعالة للدفاع عن البلاد وأهلها، وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسسة دستورية أساسية، ويُساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كل الوسائل الضرورية من أسلحة ومعدات وغيرها كي يتمكن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع بنشر الأمن والسلام والاطمئنان لكل الشعب اللبناني.
وبحسب البيان؛ يخشى الآباء أن يؤدي تغييب رأس الدولة مزيد من الاستفراد بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شل الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكرية إقليمية وفتح حدوده وساحته مجدداً أمام السلاح غير اللبناني؛ كل ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان، وهم يطالبون بكل إلحاح دولة رئيس المجلس النيابي والنواب بانتخاب رئيس للدولة يملأ الفراغ في السدة الأولى، كما يطالبون دولة رئيس الحكومة بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها، على كل المستويات السياسية، والأمنية، والديبلوماسية العربية والدولية، وتمنّى الآباء -ونحن على أبواب الأعياد المجيدة- أن يستقر الوضع في الجنوب ويعود السلام إلى قراه الموجودة على الشريط الحدودي، لكي يتسنّى لكل بيت أن يعيش فرح العيد وينعم ببهجة أنواره، ولكي يتمكن أبناؤنا المنتشرون في العالم من القدوم إلى لبنان والاجتماع بأهاليهم؛ فلبنان يعوّل على قدومهم فهم الأساس والدعم في خلق جو من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وبمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، صلّي الآباء حتى ينعم وطننا الحبيب لبنان بالسلام والأمان والاستقرار، فيشرق كيانه من جديد عبر تمسكه بحياده، ويعبر من الظلمة إلى النور بعيدًا عن التشرذم، والحقد، والضغينة والإجرام، فليشع نور المسيح القادم لخلاصنا في قلوب الجميع وفي حياة كل من ناضل ويناضل للحفاظ على وطن حر ومستقل.
(راديو الفاتيكان)