الأب رومانيلي: شوارع غزة تحولت إلى مقابر
تحدّث الأب جبرائيل رومانيلي، راعي الكنيسة اللاتينية في غزة، المكرسة للعائلة المقدسة، عن الصلوات والدعاءات التي يقوم بها مسيحيو غزة بشفاعة ومساعدة أصدقائهم في السماء، في وقت الضيقة التي يختبرونها مع جميع سكان القطاع، قائلًا: “احتفلتُ اليوم مع كهنة آخرين بالقداس الإلهي على النصب التذكاري للقديس بورفيريوس، أسقف غزة، صلينا اليوم ونصلي له من أجل جميع سكان وقطاع غزة، حيث كان أسقفًا ونال الكثير من النعم من الرب”.
حيث وصل القديس بورفيريوس المولود في تسالونيكي، إلى غزة في نهاية رحلة ارتبطت بالأرض المقدّسة، وعاش لمدة خمس سنوات في وادي الأردن كراهب وناسك تائب، ثم واصل رحلته إلى القدس، حيث كان مسؤولا أيضًا عن حراسة الآثار المقدسة، وأخيرًا أصبح أسقف غزة، حيث قام بعمل عظيم لإعلان الإنجيل.
وقال الأب رومانيلي: إنّ المسيحيين موجودون في غزة منذ الانتشار الأول للمسيحية، حافظ وجودهم على ذكرى مرور العائلة المقدسة الهاربة إلى مصر، توفي بورفيريوس في 26 فبراير 420م، ويوجد جزء من رفاته في كنيسة الروم الأرثوذكس في غزة التي تعرضت للقصف، وأشار الكاهن الأرجنتيني من رهبانيّة الكلمة المتجسد إلى أنّ القديس هو “أيضًا شفيع رهبانيتنا في غزة، فالكنيسة داخل بيت الكاهن مخصصة لاسمه”. ولم يتمكن الأب جبرائيل، الذي كان في أوروبا في بداية أكتوبر الماضي، من العودة إلى غزة بعد بدء الحرب، لكنه على تواصل يومي مع أبناء رعيته، وقال لوكالة فيدس “إن غالبية الجماعة المسيحية في قطاع غزة لا يزالون نازحين في كنيسة العائلة المقدسة، في حي الزيتون، على بعد مئات الأمتار من الكنيسة الأرثوذكسية التي تضم ذخائر القديس بورفيريوس”.
ويضيف: “لقد تحولت شوارع غزة إلى مقابر، بمجرد توفر قطعة أرض رملية، يتم دفن الموتى هناك، يوجد في غزة أكثر من 29 ألف ضحية، 12 ألف منهم على الأقل من الأطفال، بالإضافة إلى 7 آلاف مفقود، ونحن نواصل الصلاة ونطلب من المجتمع الدولي وجميع السلطات وجميع الذين يملكون السلطة أن يفعلوا كل شيء لوقف هذه المجزرة، آمل ألا نستمر في هذه الحرب التي تؤذي الجميع، إسرائيل وفلسطين على حد سواء، دعونا نصلي من أجل أن يعيد بورفيريوس، من خلال شفاعته، نسمة من العدالة والسلام إلى هذا الجزء من الأرض المقدسة الذي هو قطاع غزة”.
(أبونا)