تم مؤخرًا إنشاء المرصد الدولي للظهورات المريمية والظواهر الصوفية في العالم في الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة. والهدف هو تحليل وتفسير الحالات المختلفة للظهورات المريمية: الظهورات، الدموع، والعلاقات الداخليّة التي تنشأ بين قلب الإنسان والإصغاء إلى كلمة الله، وجراح المسيح والظواهر الصوفية الأخرى التي لا تزال مستمرة أو قد انتهت، والتي لم تعلن عنها السلطة الكنسية بشكل نهائي بعد.
ويشرح الأب ستيفانو تشيكّين، رئيس الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة، أن “الهدف الذي نقترحه هو تقديم دعم ملموس لدراسة مثل هذه الأحداث والمصادقة عليها والكشف عنها بشكل صحيح، في انسجام دائم مع السلطة الكنسية والسلطات المختصة والقواعد المعمول بها من قبل الكرسي الرسولي في هذا الشأن. سيعمل المرصد بطريقة منهجية واستراتيجية ومتعددة التخصصات ومؤهلة، وكذلك بالتعاون مع خبراء وباحثين وشخصيات بارزة في المجال العلمي والسلطات الكنسية. من الأهميّة بمكان أن يُصار إلى توضيح، لأن الرسائل المزعومة غالبًا ما تولد الارتباك وتنشر سيناريوهات نهيويّة مقلقة أو حتى اتهامات ضد البابا والكنيسة. كيف يمكن لمريم، أمِّ الكنيسة، أن تقوض استقامتها أو أن تزرع المخاوف والمعارضات، وهي أم الرحمة وملكة السلام؟ وبالطريقة عينها – يضيف الأب ستيفانو تشيكّين – من الأهميّة بمكان توفير دعم تنشئة لأن التعامل مع حالات معينة يتطلب استعدادًا ملائمًا.
إنَّ المرصد، الذي بدأ نشاطه رسمياً في ١٥ أبريل بجلسة أولى في مقر الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة، يتألف من لجنة توجيهية ولجنة علمية مركزية. تشمل اللجنة الأولى، بالإضافة إلى الأب تشيكين وأخيه الأب ماركو ميندوزا، الأمين العام للأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة، الأخت جوزيبينا دانييلا ديل جاوديو، أستاذة في العلوم الكنسيّة واللاهوت المريمي في مختلف الجامعات البابوية (الأنطونيانوم وجامعة الصليب المقدس، وجامعة ريجينا أبوستولوروم، والسيرافيكوم) كرئيسة للجنة، ونائب الرئيس الأب رافاييليه دي مورو، من رهبنة الإخوة الأصاغر الديريين، وعميد الكلية اللاهوتية البابوية “سان بونافينتورا” الذي أشرف على تحرير قاموس الظواهر الصوفية المسيحية. أما أعضاء اللجنة العلمية المركزية فهم لأب جان ماتيو روجيو، مرسل من رهبانية العذراء مريم سيّدة لاساليت، مستشار الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة وأستاذ في كلية اللاهوت في الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة، عميد كليّة اللاهوت في الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة، الأب دينيس ساهاياراج كولاندايسامي، من رهبانية خدام مريم، الخبير في اللاهوت المريمي الأب سالفاتوري ماريا بيريلا من رهبانية خدام مريم، ولوتشيانو ريغولو، المدير المشارك لـمجلّة Famiglia Cristiana و Maria con te، وباولو كانسيلي، المحامي المتخصص في حماية الضعفاء من جرائم الالتفاف على القانون.
كما سيتم قريبًا تشكيل لجان علمية محلية، بحيث تكون هناك شبكة عاملة قادرة على توسيع نطاق العمل بشكل متزايد. في الواقع ، يختتم الأب ستيفانو تشيكّين، “إنَّ الغرض من المرصد من أجل العمل بطريقة فعالة وواسعة النطاق هو تنشيط اللجان الوطنية والدولية لتقييم ودراسة الظهورات والظواهر الصوفية التي تمّ تسجيلها في مناطق مختلفة من العالم، تعزيز نشاطات تحديث وتنشئة حول هذا النوع من الأحداث ووحول معانيها الروحية والثقافية المتعددة، تعزيز نشاطات نشر واستشارة على نطاق واسع، لا سيما في خدمة الكنائس المحلية والأساقفة، وإنما أيضًا نشاطات بحث متعددة التخصصات بالتنسيق مع المؤسسات الأكاديمية، سواء العلمانية أو الكنسية، و نشر نتائج البحث الذي تمَّ القيام به. وهكذا، في حين أن المرصد الدولي للظهورات المريمية والظواهر الصوفية في العالم سيعمل عادة في مركزه في الأكاديمية الحبريّة المريمية الدوليّة، إلا أنّه سيكون قادرًا أيضًا على الاجتماع والعمل “في الميدان” بحسب الاحتياجات أو طلبات الدعم. (المصدر راديو الفاتيكان)