
للزيارة رمزيّة عميقة: تركيا تستعدّ لاستقبال البابا لاوُن – ناتالي ريتزمان
تستعدّ تركيا لاستقبال البابا لاوُن الرابع عشر في رحلته الرسميّة الأولى خارج إيطاليا. وفي هذا الإطار، عبّر عدد من الأتراك وأبناء الجاليات عن ترقّبهم لهذه الزيارة التي تمتدّ من 27 حتى 30 نوفمبر الجاري.
قالت ليندا تيتو، سيّدةٌ مشرقيّةٌ من إزمير في السابعة والستين من عمرها: «يسعدني أن آتي إلى إسطنبول لرؤية البابا، فزيارته علامة وحدةٍ ورجاءٍ لنا نحن المسيحيّين في تركيا. ما أجمل أن يرانا هو أيضًا، وأن يعرف أنّنا هنا، وأنّنا نكنّ له محبّةً خاصّة. هو فعل إيمانٍ بالنسبة إليّ أن ألقاه شخصيًّا. وهذه فرصةٌ لأشعر بأنني جزءٌ لا يتجزّأ من الكنيسة الجامعة».
أمّا بدري ديريل، البالغ أربعين عامًا وهو من الجالية الكلدانية في إسطنبول، فأكّد أنّ «زيارة البابا لاوون الرابع عشر مهمّة جدًّا للمسيحيين في هذه البلاد؛ فالأناضول تحتلّ تاريخيًّا مكانةً فريدةً ومقدّسةً في تاريخ المسيحية، ورغم أنّ المسيحيين أقلّية هنا، فقد شهدوا لإيمانهم بالمسيح على مدى قرون». وتابع: «أومن بأنّ زيارة البابا ستشكّل دعمًا معنويًّا للجماعات المسيحية الصغيرة هنا وخطوةً مُشجِّعةً لها. وانطلاقًا من المفهوم المسكوني، فإنّ تعزيز الروابط الفاتيكانيّة مع بطريركية القسطنطينية المسكونية خطوةً إيجابية نحو الوحدة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وبهذه المحبّة، نتمكّن من الوصول إلى وحدة الكنيسة الجامعة باسم يسوع المسيح، كما كانت الحال في القرون الأولى… وهذا ما يتوق إليه المؤمنون الحقيقيّون».
حدثٌ لا يُنسى… بهذه الكلمات وصفت إحدى نساء الجالية اليونانية الصغيرة في إزمير، ثيودورا هاكوني، البالغة من العمر سبعةً وخمسين عامًا، الزيارة الرسوليّة. وأردفت: «للزيارة معنًى عميق كونها أولى رحلات الأب الأقدس الرسمية في الذكرى الـ 1700 لانعقاد مجمع نيقيا المسكوني الأول. لا تتجلّى وحدة الكنيسة إلّا إذا جسّدنا جميعنا روح الأخوّة. يجب أن تكون الرسالة التي سيحملها البابا، ومعه البطريرك المسكوني برثلماوس الأوّل، نورًا هاديًا لنا نحن المسيحيين. تتّخذ الكنائس خطواتٍ صادقة في هذا المسار، ومن بينها السماح للمسيحيين الأرثوذكس باستخدام كنيسة القديسة مريم في إزمير. وأنا ممتنّةٌ لإخوتنا الكاثوليك على حسن الضيافة».
وفي هذه الأثناء، تشهد بلدة إزنيق الصغيرة حركة لافتة، خصوصًا بفضل إحدى بناتها. مسعودة كونَن، حرفيّةٌ بصناعات الخزف منذ 33 عامًا وحاملة صناعةٍ من «التراث الثقافي غير المادي» في وزارة الثقافة والسياحة، أمضت شهرين في إنجاز مجسّمٍ صغير يُبرز أسوار مدينة إزنيق ومواقعها التاريخية. وقد قالت لعدد من وسائل الإعلام التركية: «سيزور البابا قريبًا مدينتنا. عملتُ على مشروعٍ خاصٍ يسلّط الضوء على المواقع التاريخية وأسوار المدينة، وأتمنّى أن أقدّمه إلى قداسته. كنت قد أنجزت نسخة مصغّرة من هذا العمل، لكنّها بيعت لأحد هواة جمع التحف».


