أهم الاخبار

الكاردينال بارولين: البابا والكنيسة كلها قريبون من مسيحيي الشرق الأوسط

ترأس المبعوث الشخصي لقداسة البابا فرنسيس، نيافة الكاردينال ببيترو باولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، القداس الاحتفالي الحاشد بمناسبة تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، على نهر الأردن، الجمعة 10 يناير،

خلال عظته في القداس، أعرب بارولين عن سعادته بالمشاركة في “هذه المناسبة التاريخيّة”، كمندوبٍ للأب الأقدس، في تدشين الكنيسة التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة في موقع معموديّة يسوع. وقال إنّنا “مدعوون أولاً وقبل كلّ شيء لنتقدّم بالشكر لله، ليس فقط من أجل هبة هذه الكنيسة التي تكرّس له، بل لأنّ الله صار إنسانًا، وعاش بيننا، تحديدًا في هذه المنطقة من الأرض، في هذه الأرض المقدّسة”.

الجغرافيا “تتحدّث إلينا

وفي عظته، أشار بارولين إلى أنّ هذا المكان كان مكانًا للحج منذ 25 عامًا، “لأنّه هنا عمّد يوحنا المعمدان المسيح”، موضحًا بأنّ هذا الموقع يحمل الكثير من الرموز، وفيه “تتجمع العديد من الأحداث والشخصيات الإنجيليّة لتقول إنّ هذا المكان يتمركز حول كلّ التوقعات في العهد القديم التي تفتح على حضور المسيح، تجلّي الآب”.

وأوضح بأنّ جغرافيا المكان أيضًا “تتحدّث إلينا”. وقال: “نحن هنا في أدنى نقطة على الأرض، ولكن هنا، يلتقي الله بنا، تقريبًا ليجمع أيضًا الأكثر بعدًا عنه”، كما أنّ هذه الكنيسة “تقع في محور كنيسة القيامة في القدس: معموديّة المسيح هي البداية، ولكنّها تتطلّع نحو الكمال في سرّ الفصح، الذي تمّ الإشارة إليه بكلمات قالها يوحنا المعمدان: هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم”.

مكان تاريخيّ.. وللتجديد الروحيّ

وأكد الكاردينال بارولين على أهميّة أن يكون “هذا المزار مكانًا مميّزًا لكلّ مؤمن لتجديد معموديته، وتمسّكه بالمسيح الذي مات وقام. ليس فقط بالكلمات، بل بحياته بأكملها”. وأشار إلى أنّ السنة المقدّسة التي بدأناها، سنة المغفرة والرحمة، هي فرصة مناسبة لمثل هذا الحجّ. وهكذا، فإنّ مكان معموديّة يسوع ليس مجرّد مكان تاريخيّ، بل هو مكان للتجديد الروحيّ”.

علامة ملموسة على القرب

وأوضح بأنّ وجوده هنا اليوم، بإرادة بابويّة، يهدف لأن يكون “علامة ملموسة على قرب الكنيسة بأسرها من الجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط”، مؤكدًا على أنّ هذا قد تجسّد “بطرقٍ عديدة في الأشهر الأخيرة، الأشهر المؤلمة والمليئة بالحرب، لاسيّما من خلال كلمات البابا فرنسيس”.

وفي هذا السياق، ذكّر نيافته بشكل خاص بالرسالة التي وجّهها البابا فرنسيس إلى الكاثوليك في منطقة الشرق الأوسط، يوم 7 أكتوبر 2024، والتي قال بأنّها تبرز دعوة المسيحيين “لأن تكونوا بذرة أمل. بذرة صغيرة، بذرة محاطة بالظلام، ولكن البذرة التي تؤتي ثمارها”.

يجب ألا يحدّد العنف مستقبلنا

وحثّ نيافته الجميع على “عدم الاستسلام لصعوبات هذه اللحظة، مع الثقة بأنّ الله يدير تاريخ البشر، حتّى لو حمل هذا التاريخ علامات العنف والخطيئة والموت”، مشدّدًا على أنّه ورغم الاضطرابات الجادّة التي تؤثر على هذه المنطقة، فمن الأهميّة بمكان أن يُسهم المسيحيون أيضًا في بناء مجتمع عادلٍ وسلميّ”.

وأضاف: “أودّ أيضًا أن أوجّه نظري إلى ما وراء نهر الأردن، مطالبًا بوقف النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان حقوق الإنسان، وأن ينفتح قلب قادة الأمم للبحث عن السلام والتعايش بين الشعوب. يجب ألا يكون العنف هو الذي يحدّد مستقبلنا”.

نطلب هبة السلام الحقيقي

وقال: “من هذا المكان، أدنى نقطة على الأرض، من هذه الأرض المباركة حيث نشعر بكلّ معاناة الصراعات واللاإنسانيّة والخطيئة، من هذا المكان الذي انفتحت فيه السماء، نطلب من السماء هبة السلام، السلام الحقيقي الذي يولد في القلوب وينتشر في كلّ نسيج المجتمع”.

وخلص الكاردينال بييترو بارولين في عظته مترأسا قداس تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، إلى القول: “اليوم نكرّس هذه الكنيسة، التي تصبح رسميًّا مكانًا للعبادة. معها نقدّم إلى الله قلوبنا وحياتنا، لكي يسود في الشرق الأوسط السلام الذي يريد المسيح أن يمنحه”.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى