
الجمعة تطويب الأخت “ماري دي بيثاني” بسانت كاترين المنشية
تحتفل كاتدرائية سانت كاترين بالمنشية، بختام قضية تطويب خادمة الرب الأخت “ماري دي بيثاني”.

من جانبها دعت مطرانية اللاتين بمصر برئاسة المونسيور كلاوديو لوراتي، ورهبانية المير دي ديو ممثلة في الرئيسة العامة الأم جورجيت الجرجوعي، لحضور حفل التطويب، في تمام الحادية عشر صباح الجمعة الموافق 28 مارس الجاري.
يومًا تاريخيًا هامًا في مسيرة النيابة الرسولية بالإسكندرية
إغلاق المرحلة الأبرشية من دعوى تطويب وقداسة خادمة الله “ماري دي بيثاني”
“يومًا تاريخيًا هامًا في مسيرة النيابة الرسولية بالإسكندرية”.. هكذا وصف المطران كلاوديو لوراتي، النائب الرسولي للاتين بمصر، إغلاق المرحلة الأبرشية من دعوى تطويب وقداسة خادمة الله “ماري دي بيثاني”، التي تمت الجمعة 28 مارس الماضي.
وأكد لوراتي: “أنه تم فتح وإغلاق هذه العملية للمرة الأولى على يد المونسنيور كاييه (النائب الرسولي السابق) في خمسينيات القرن العشرين، ثم نُسيت شخصية “ماري دي بيتاثي” إلى حد ما، وفي يونيو 2022 أُعيد فتح ملف الدعوى، مما أطلق مرحلة أبرشية جديدة تضمنت مراجعة جميع الوثائق المتاحة عن حياة خادمة الله وإعادة قراءتها لاهوتيًا. وقد تم تنفيذ هذا العمل من قبل لجنتين ومحكمة كنسية، ونحن ممتنون لهم على خدمتهم الجليلة، إن هذا العمل لثمين للغاية، كدليل على أن النعمة تعمل في الجسد والأحداث الملموسة للحياة. كما نشكر رهبانية المير دي ديو على هبة خادمة الله وجهودهم في استعادة ذكراها”.
ومن ثم تم ختم ثمرة هذا العمل وإرسالها إلى روما لمزيد من الدراسة من قبل الدائرة الفاتيكانية المختصة.
كانت ماري دي بيثاني راهبة في رهبنة “المير دي ديو”، ولدت عام 1901 وتوفيت في 26 أكتوبر 1945 في الإسكندرية، أمضت حياتها كلها تعمل في مدارس الرهبنة (في الزمالك وجاردن سيتي والإسكندرية)، حيث كانت على اتصال وثيق بالشابات الدارسات. وفي الوقت نفسه، عاشت روحانية عميقة مستوحاة من محبة يسوع الرحيم. كانت حياتها مليئة بالأمراض والمعاناة الشديدة، لكنها حولتها إلى ذبيحة، إذ اختارت أن تكرس طاقاتها ومعاناتها وصلواتها من أجل الكهنة وتقديسهم، تُبرز السير الذاتية المنشورة سابقًا ملامح حياة “ماري دي بيثاني”.
وأشار مطران اللاتين إلى بعض النقاط الأساسية التي يمكن أن تساعدنا على إدراك قيمة شهادة الأخت ماري دي بيثاني:
أ) بالنسبة للكهنة؛ هناك دعوة واضحة لأخذ عطيتهم على محمل الجد وتقديرها، وأن يعيشوها بتواضع، لا كامتياز أو مصدر للمجد. وسط الانشغالات الكثيرة التي تملأ حياتهم، ويجب ألا يغفلوا عن كونهم علامة اختارها الله لخدمة الكنيسة وشعب الله.
في مريم، “أم الكهنة”، يجدون نموذجًا لهم، وعندما يشعرون بالتعب، لا يجب أن يترددوا في اللجوء إلى هذه الأم الحنونة: “ألقِ بنفسك بين ذراعيها الأمومية، ودعها تغمرك بحنانها الرحيم”. (سلطانة الكهنة ص. 10).
ب) بالنسبة للمؤمنين؛ هناك دعوة للصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية ومن أجل أمانة الكهنة لرسالتهم. كما أن عليهم فهم ضعف الكهنة في مواجهة مهمة قد تجعل أي شخص يشعر بالرهبة، وعدم تعريضهم للنميمة والانتقادات الجارحة. بل عليهم أن يقدموا لهم صداقة أخوية ونقدًا بناءً إذا لزم الأمر، مع دعمهم ليظلوا مخلصين لرسالتهم الحقيقية، دون مجاملات زائفة قد تملؤهم بكبرياء فارغ.
ج) نقف جميعًا أمام القيمة التي لا تُقدر بثمن لحياة مقدَّمة بالكامل، ومعاناة أصبحت مثمرة لصالح الكنيسة. قد يُنسى أحيانًا من قبل البشر معنى التضحية والحياة المبذولة، لكنه لا يُمحى أبدًا من ذاكرة الله. فالقداسة تمر بالقرب منا غالبًا دون أن نلاحظها، لكنها تترك أثرًا دائمًا. يمكننا أن نشجع بعضنا البعض في طريق القداسة، بدلًا من السعي وراء طرق جذابة ولكنها زائفة. لنتعلم أن “يحمل بعضنا أثقال بعض” (غلاطية 6:2) في تضامن دافئ ورحيم يتجاوز المظاهر.
واختتم “لوراتي” كلمته بالتذكير بأحد الجوانب المهمة في حياة “ماري دي بيثاني” فقد وُلدت في أسرة أرمنية كاثوليكية، وقد تم تعميدها على يد الطوباوي إغناطيوس شكرالله مالويان، الذي أصبح بعد 14 عامًا أسقف ماردين في تركيا، واستُشهد خلال الإبادة الجماعية الأرمنية المشؤومة. وسيتم إعلان قداسته في 19 أكتوبر المقبل في روما.
إن روابط القداسة تتعمق، وتمتد أغصان النعمة الغامضة وتنتشر باستمرار، سواء بشكل ظاهر أو في الخفاء، لكنها لا تتوقف أبدًا.. ليكن مثال خادمة الله “ماري دي بيثاني” نورًا لنا ودعمًا لمسيرتنا في هذا العام اليوبيل”.