أهم الاخبار

البابا لاوُن: الرجاء الفصحي يحوّل الموت من عدو إلى أخ

في القداس المُقدّم لراحة نفوس الكرادلة والأساقفة الذين رقدوا خلال هذا العام، رفع البابا لاوُن الصلاة من أجل أن “تُغسل أرواحهم من كل شائبة» وأن «يتألقوا كنجوم في السماء». وفي الوقت نفس، عبّر قداسته عن الرجاء في أن «يصل إلينا، نحن الذين ما نزال حجّاجًا على الأرض، تشجيعهم الروحي، في صمت الصلاة: ’إرتجِ الله، فإني سأعود أحمده، وهو خلاص وجهي وإلهي‘».

وفي الذبيحة الإلهية التي ترأسها في بازيليك القديس بطرس، يوم الاثنين 3 نوفمبر، صلّى الحبر الأعظم «بمحبّة عظيمة من أجل النفس المختارة للبابا فرنسيس، الذي رقد بعد أن فتح الباب المقدّس ومنح البركة الفصحيّة لروما والعالم». وأضاف: «بفضل سنة اليوبيل، يكتسب هذا الاحتفال –وهو الأوّل بالنسبة لي- نكهة مميّزة: نكهة الرجاء المسيحي».

مأساة الموت العنيف

سلّط الأب الأقدس الضوء في عظته على رواية القديس لوقا لتلميذي عماوس، اللذين يُشكّل لقاؤهما بالمسيح القائم من بين الأموات «صورة حيّة لحجّ الرجاء». ولفت البابا إلى أنّ نقطة الانطلاق كانت بخبرة «الموت العنيف» ليسوع، وهو نوع من الموت الذي يعانيه كثير من الأبرياء والصغار في أيامنا، وهو موت مأساوي ومروّع لأنّه “مشوّه بالخطيئة».

وقال: «لا يمكننا ولا يجب أن نقول ’كُن مُسبّحًا‘ لهذا الموت، لأنّ الله الآب لا يريده، وقد أرسل ابنه إلى العالم ليحررنا منه». وأشار إلى أنّ يسوع عانى تلك الآلام «ليدخل في مجده ويمنحنا الحياة الأبدية»، وهو «وحده القادر أن يحمل على نفسه وفي داخله هذا الموت الفاسد دون أن يُفسَد».

الرجاء الفصحي يحوّل الموت

وعندما نعترف بأنّ «له وحده كلام الحياة الأبدية»، فإنّنا نعترف بأنّ كلماته «لديها القدرة على إشعال الإيمان والرجاء مجدّدًا في قلوبنا». وهذا الرجاء، كما قال البابا، «لم يعد الرجاء الذي كان لدى التلميذين ثم فقداه»، بل «حقيقة جديدة، ونعمة من القائم من بين الأموات: إنّها رجاء الفصح».

وبهذا الرجاء الفصحي، تابع البابا لاون في عظته، نستطيع أن نُنشد مع القديس فرنسيس الأسيزي: «كُن مُسبّحًا يا رب، لأخينا موتنا الجسدي»، مؤكدًا أنّ «محبّة المسيح المصلوب والقائم قد غيّرت شكل الموت: فمن عدو جعله أخًا وروّضه».

دعاهم الرب وأقامهم رعاة

وأشار البابا إلى أنّه وبالرغم من أنّنا ينتابنا الحزن لرحيل أحبّائنا، بل ونتشكّك بموت الأبرياء «الذين تختطف الأمراض حياتهم، أو أسوأ من ذلك، عنف البشر»، يظلّ المسيحيون رغم ذلك يرجون، لأنّ «حتى الموت الأكثر مأساوية لا يمكنه أن يمنع الرب من أن يستقبل بين ذراعيه نفوسنا ويحوّل أجسادنا الفانية -حتى الأكثر تشوّهًا- إلى صورة جسده الممجَّد». ولهذا السبب، لا يُطلق المسيحيون على أماكن الدفن اسم “مدينة الأموات”، بل “أماكن الراحة” في انتظار القيامة.

وفي ختام عظته، قال البابا لاون: إنّ هذا هو بالذات «الرجاء الفصحي الجديد» الذي «عاشه وشهد له وعلّم به» البابا فرنسيس، وكذلك الكرادلة والأساقفة الذين رقدوا خلال العام. وأضاف: «لقد دعاهم الرب وأقامهم رعاة في كنيسته، ومن خلال خدمتهم قادوا الكثير من الناس على درب الإنجيل، بالحكمة الآتية من المسيح، الذي صار لنا حكمةً وبرًّا وقداسةً وفداءً».

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى