خلال زيارته لأوكرانيا.. بارولين يعرب عن قرب البابا فرنسيس من الأوكرانيين
خلال زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أوكرانيا، التي بدأت 19 يوليو الجاري؛ توجه إلى مقر رئيس أساقفة كييف ورأس كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية المطران سفياتوسلاف شيفشوك، وأكد أن زيارته تهدف إلى التعبير عن قرب البابا من أوكرانيا والأوكرانيين، بشكل ملموس، مؤكدًا أن الحبر الأعظم والكرسي الرسولي يريدان الإسهام في البحث عن دروب للسلام وحلول للصراع الدائر.
وعبر نيافته عن سروره الكبير بالعودة إلى هذا المقر الذي سبق أن زاره في ٢٠١٦، لافتًا إلى أنه لمس التقدم الذي تم انجازه خلال السنوات الثماني الماضية وأن الكنيسة المحلية تقدمت بأشواط كبيرة.
تابع يقول: إنه يزور البلاد في فترة صعبة جداً نظرا للأوضاع الراهنة، وقد قرر المجيء لهذا السبب أيضا كي يصلي مع الأوكرانيين، وأكد على دور الكنيسة الذي ينبغي أن يكون دوراً نبوياً، على غرار النبي إليا. ولا بد أن تدعو الكنيسة للصلاة على نية السلام، انطلاقاً من القناعة بأنه لا يوجد أي شيء مستحيل بالنسبة لله، وعلى الرغم من محدودية رجائنا وتطلعاتنا يبقى الله أكبر منا، من قلوبنا ومن إمكاناتنا.
وقال بارولين: إنه يود من خلال الزيارة أن يعبر عن قرب البابا فرنسيس، هذا القرب الذي تحدث عنه الحبر الأعظم نفسه مرات عدة. وأضاف نيافته أن حضوره يهدف إلى جعل قرب البابا حياً وملموساً، مشيرًا إلى أن البابا والكرسي الرسولي يريدان الإسهام في فتح دروب للسلام، ودروب للحل، وأمل الكاردينال بارولين أن تساعد زيارته على تقديم إسهام في هذا الاتجاه، ولو كان قليلا، لاسيما من خلال اللقاء مع السلطات المدنية.
الحج إلى مزار برديتشيف المريمي
وعقب ترأسه القداس الختامي لحج مؤمني كنيسة الكاثوليك اللاتين في أوكرانيا إلى مزار برديتشيف المريمي، تحدث بارولين في عظته بالقول: إنه يتذكر هذا التاريخ ليؤكد الإيمان بأن ما هو مستحيل بالنسبة للإنسان هو ممكن بالنسبة لله، وهو ما نجده يتكرر في الكتاب المقدس، واليوم الكنيسة في أوكرانيا أيضا مدعوة إلى القيام برسالة نبوية، ألا وهي الدعوة إلى صلاة لا تتوقف كي يجعل الله ترتد قلوب مَن ابتعدوا عن دربه وأصبحوا عبيدًا لعنجهيتهم ليزرعوا العنف والموت ويدهسوا في الآخرين كرامتهم كأبناء الله. وواصل أمين السر مشددا على ضرورة عدم فقدان الثقة والرجاء في الله، خاصة اليوم حين يبدو أن الغلبة هي للشر وحين تضع أهوال الحرب والألم والدمار الإيمان بصلاح الله في أزمة.
وفي حديثه عما تعيش أوكرانيا من أوضاع وآلام أراد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان التشديد على أنه ورغم صعوبة أن نلمح في الأفق نور السلام فإن قيامة المسيح، التي هي انتصار الحياة، تقوي إيماننا ورجاءنا، وتكشف لنا أن الموت لن تكون له الكلمة الأخيرة، فقيامة المسيح تؤكد لنا أن ما يبدو مستحيلا للإنسان هو ممكن لله.
وذكر الكاردينال بارولين بما وصفه بفعل المحبة العظيم الذي قام به يسوع حين أوكل إلى مريم، أمه، تلميذه الحبيب. وقال أمين السر إن اسم هذا التلميذ غير مذكور في النص واضاف أن بإمكان كلٍّ منا أن يجد نفسه في هذا التلميذ. فمن الجميل والمعزي إدراك أن الرب، وفي شخص تلميذه، يوكل كلًّا منا إلى عناية أمه الحنونةـ فمريم على الجلجلة، أسفل الصليب، قد وسَّعت أمومتها لتشمل البشر جميعا.
وفي ختام عظته مختتمًا الحج إلى مزار برديتشيف المريمي رفع أمين سر الفاتيكان الصلاة طالبا بشفاعة مريم العذراء السلام في أوكرانيا، كي يكون لأطفال وشباب هذا البلد مستقبل تطبعه السكينة، وأن تكون العائلات بؤرات محبة، أن يتلقى المسنون والمرضى المتألمون العزاء، أن يعود مَن يدافعون عن بلدهم والأسرى إلى أحبائهم، وأن يقبل الرب الضحايا في ملكوته.
السعي لبلوغ السلام العادل
وحمل بارولين في زيارته قرب قداسة البابا فرنسيس، والسعي إلى بلوغ سلام عادل، كممثل خاص لقداسة البابا فرنسيس للمشاركة في الاحتفالات الختامية لحج المؤمنين الكاثوليك الأوكرانيين الذين يتبعون الطقس اللاتيني إلى مزار برديتشيف المريمي الأحد الماضي.
وذكر الكاردينال بارولين خلال حديثه إلى الصحفيين في لفيف بجهود قداسة البابا فرنسيس والكرسي الرسولي من أجل إنهاء الحرب وبلوغ السلام، جهود عكستها أيضًا الزيارة التي قام بها رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو تسوبي بتكليف من قداسة البابا إلى كلٍّ من أوكرانيا وروسيا وأيضًا الولايات المتحدة والصين، ومنذ تلك الزيارة كان واضحًا أن العمل الإنساني والالتزام لمساعدة المتضررين من الحرب هو طريق يُسَهل التوصل إلى السلام المنشود.
(راديو الفاتيكان)