البطريرك الراعي في عيد استقلال لبنان: لتوحيد الإرادة الوطنية والإيمان بالوطن
بمناسبة عيد الاستقلال، وجّه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الجمعة 22 نوفمبر، كلمة من الصرح البطريركي في بكركي قال فيها: “نحن في عيد الاستقلال وفي القلب غصّة على ما يصيب لبنان من ويلات الحرب والطغيان يوازيها غصّة أخرى على غياب رأس الدولة للسنة الثالثة والإمعان في استغيابه واستمرارِ الفوضى في ممارسة السلطة وعمل المؤسسات”.
أضاف: “إنّنا نسأل الله الرجاء والسلام للبنان، وتوحيد إرادة اللبنانيين الوطنية وإيمانهم بوطنهم. فتوحيد إرادتهم وسيلة فعّالة لمواجهة المأساة الوطنية التي نعيشها، مأساة القتل، والحرب والتدمير والتشرّد والنزوح. بالرجاء نواجه أسباب اليأس والضيق، وبالتشجيع نكمل مسيرتنا معاً، وبتوحيد الإرادة نجدّد ميثاقنا الوطني، وعيشنا الواحد، ونقوى على كل التحديات. أن لبنان لا يقوم إلا بهذه الإرادة الواحدة المشتركة، والاستقلال هو ثمرة هذه الإرادة، ولا ديمومة له إذا ما تراخت أو انحلّت”.
رسالة حضارية إنسانيّة
تابع: “إن لبنان المستقل هو لبنان الواحد الموحّد على رسالة حضارية إنسانية، تؤكد أنه مختبر لقاء الثقافات والأديان، ومكان الحوار الإنساني الواسع، بفضل حياده الإيجابيّ الناشط. لم يكن لبنان يومًا إلا كذلك، وعلى اللبنانيين جميعًا التمسك بهذه الخصوصية، التي ميّزتهم وميّزت وطنهم على مستوى المنطقة والعالم. انهم مدعوّون، في مناسبة عيد الاستقلال المصبوغ أكثر بدماء الشهادة هذه السنة، الى تجديد ثقتهم بهذا الوطن الفريد، وببعضهم البعض مهما اختلفت الآراء والتباينات السياسية والطائفية، انهم لبعضهم وكلّهم للبنان الذي يحتاجهم”.
وقال: “إن مناسبة الاستقلال هي محطة للتأكيد أن اللبنانيين أقوى من كل الحروب، وأنهم أكثر تجذّرًا بأرضهم وأكثر رسوخًا وتعلّقًا بوطنهم، وأكثر تمسكًا بوحدتهم ضمانة مستقبلهم. إنّنا نصلّي كي تزهر دماء الشهداء استقلالاً حقيقيًا ناجزًا تحصّنه دولة القانون والمؤسسات، على رأسها رئيس للجمهورية يعمل على تعميق الوحدة وإعادة البناء والإعمار واستعادة الثقة الداخلية والخارجية، وإطلاق ورشة الإصلاح والنهوض. ونسأل الله أن يزرع في نفوس جميع اللبنانيين روح الرجاء والأمل وإرادة التضامن والوحدة”.
(أبونا)