البابا للعاملين باتصالات الفاتيكان: ابنوا الجسور حيث يبني الآخرون الجدران
استقبل البابا فرنسيس، المشاركين في الجمعية العامة لدائرة الاتصالات الفاتيكانية ووجه لهم خطابًا سلط فيه الضوء على أهمية نشاطهم في عالم اليوم وتحدث عن التواصل الذي يحلم به.
وقال: إنّ العاملين في حقل الاتصالات مدعوون إلى نسج الشركة الكنسية من خلال التسلح بالحق والبر ونشر إنجيل السلام. وأضاف أنه يحلم بتواصل قادر على الربط بين الأشخاص والثقافات، وقادر على سرد وتثمين روايات وشهادات تحصل في كل أنحاء العالم، ووضعها بتصرف الجميع. وأعرب في هذا السياق عن سروره لإدخال ثلاث لغات هي اللينغالا، والمونغولية والكانادا، التي ستُضاف إلى أكثر من خمسين لغة تستخدمها وسائل الاتصالات الفاتيكانية، وذلك على الرغم من الصعوبات الاقتصادية وضرورة احتواء النفقات.
وأضاف البابا: أنه يحلم أيضًا بتواصل من القلب من القلب، يُعنى بما هو إنساني، ويكترث لمآسي العديد من الأخوة والأخوات، من هذا المنطلق شجع ضيوفه على الخروج من الانغلاق وعلى الجرأة والمجازفة من أجل نشر أفكارهم ونقل الواقع بنزاهة وصدق. ولفت إلى أنه يحلم أيضا بتواصل يعرف كيف يتخطى الشعارات ويبقى الأضواء مسلطةً على الفقراء والمهمشين وضحايا الحروب، تواصل يعزز الاشتمال والحوار والبحث عن السلام. وشجع الحاضرين على نقل أصوات صانعي السلام أينما وُجدوا.
وتابع: إنه يحلم بتواصل يربي على التخلي بعض الشيء عن الذات وترك فسحة للآخر، مضيفًا أنه من المفيد أن نستمع إلى روايات تحمل نكهة الإنجيل، تحدثنا عن الله، كما كشفه لنا ابنه يسوع المسيح لألفي سنة مضت، وطلب البابا من ضيوفه ألا يخافوا من تعلم لغات جديدة ومن سلوك دروب جديدة ومن خوض غمار البيئة الرقمية، دون أن يجعلوا من الأداة رسالةً، ودون الاستعاضة عن العلاقات البشرية الحقيقية والملموسة بعلاقات عبر الشبكة. وأضاف أنه يحلم أيضًا بتواصل يعرف كيف يشهد لجمال لقاءات يسوع مع السامرية ونيقوديموس والزانية والأعمى بترتيماوس، وأشار إلى أنه من خلال اللقاء مع محبة الرب نصبح قادرين على نسج علاقات مع الأخوة وعلى الإقرار بكرامة كل كائن بشري، والاعتناء معًا ببيتنا المشترك.
وطلب البابا من الحاضرين أن يساعدوه في جعل العالم يتعرف على قلب يسوع، من خلال ممارسة الرأفة تجاه هذه الأرض الجريحة، وقال لهم: ساعدوني بتواصل يكون أداة للشركة، مضيفًا أنه على الرغم من العنف السائد في العالم يتعين علينا نحن المسيحيين أن ننظر دائماً إلى شعلات الرجاء الكثيرة، وإننا واثقون تمامًا بأن الشر لن ينتصر لأن الله هو من يقود التاريخ وينقذ حياتنا، وأكد أن اليوبيل الذي سيبدأ بعد أسابيع قليلة يشكل مناسبة كبيرة لنشهد أمام العالم لإيماننا ورجائنا. وشكرهم مسبقًا على ما سيفعلونه لمساعدة الحجاج الوافدين إلى روما ومن لن يتمكنوا من السفر لكن سيستطيعون متابعة الاحتفالات اليوبيلية من خلال وسائل الاتصالات الفاتيكانية، ويشعرون أنهم متحدون معنا.
(راديو الفاتيكان)