البابا فرنسيس: الأشياء المادية لا تملأ الحياة لكن “المحبة” وحدها تفعل ذلك
تحدث البابا فرنسيس، في صلاته الأحد الماضي، عن إنجيل القديس يوحنا والذي تحدث حول كلام يسوع عقب معجزة تكثير الخبز والسمك إلى الجمع، داعيًا إياهم إلى التأمل فيما حدث وفهم معناه، وقال قداسته: إن الجمع كان قد أكل ذلك الطعام المتقاسَم ورأى كيف أن الجميع قد أكلوا وشبعوا ورغم قلة ما يتوفر بفضل سخاء وشجاعة صبي جعل ما لديه في متناول الآخرين، وتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن آية واضحة؛ إن وهب كل واحد الآخرين ما لديه يمكن بمعونة الله وحتى بالقليل أن يكون هناك شيء للجميع.
تابع البابا: إلا أن الجمع لم يفهم هذا، واعتبر يسوع ما يشبه الساحر، فعادوا باحثين عنه راجين أن يكرر ما فعل. وواصل البابا فرنسيس أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد عاشوا خبرة هامة بالنسبة لمسيرتهم إلا أنهم لم يلمسوا أهميتها، فقد ركزوا اهتمامهم على الخبز والسمك، أي على الغذاء المادي والذي نفذ على الفور، إنهم لم ينتبهوا إلى أن هذا كان مجردة أداة كشف من خلالها الآب بسده جوعهم عن شيء أكثر أهمية بكثير؛ طريق الحياة الذي يبقى إلى الأبد ومذاق الخبز الذي يُشبع بما يفوق أي مقياس.
لقد كان الخبز الحقيقي، وهو، يسوع، ابنه الحبيب الذي صار بشرا وجاء ليتقاسم فقرنا كي يقودنا من خلاله إلى فرح الشركة الكاملة مع الله ومع الأخوة.
واستكمل قداسته: إن الأشياء المادية لا تملأ الحياة، بل المحبة وحدها يمكنها أن تفعل ذلك، ولكي يحدث هذا فإن الطريق الذي يجب السير عليه هو طريق المحبة التي لا تحتفظ لنفسها بشيء بل تتقاسم كل شيء، وذكَّر الأب الأقدس هنا بأن هذا ما يحدث في عائلاتنا أيضًا، داعيًا إلى التفكير في الوالدين الذين يجتهدون طوال الحياة من أجل أن يكبر أبناؤهم بشكل جيد كي يتركوا لهم شيئا للمستقبل.
وتابع البابا مسلطًا الضوء على جمال فهم هذه الرسالة، حيث يشعر الأبناء بالامتنان ويصبحون بدورهم متضامنين فيما بينهم كأخوة، ومن المحزن في المقابل يتشاجر الأبناء حول الإرث وقد لا يتحادثون لسنوات، إن رسالة الأب والأم وإرثهما الأثمن لا يكمنان في المال بل في المحبة التي يهبان بها الأبناء كل ما لديهما تماما كما يفعل الله معنا، فيُعَلماننا هكذا أن نحب.
وفي ختام حديثه إلى المؤمنين قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي دعا قداسة البابا فرنسيس إلى أن يسأل كل واحد نفسه: ما هي علاقتي بالأشياء المادية؟ هل أنا عبد لها أم أني استخدمها بحرية كأدوات من أجل أن أعطي المحبة وأنالها؟ هل أن قادر على أن أقول “شكرًا” لله وللأخوة لما نلت من هبات وعلى أن أتقاسمها بفرح؟ ثم تضرع الأب الأقدس إلى مريم، التي وهبت يسوع حياتها بالكامل، كي تُعَلمنا أن نجعل من كل شيء أداة محبة.
(راديو الفاتيكان)