البابا عن القنابل في لبنان: كل دفاع غير متناسب هو غير أخلاقي والمرأة مساوية للرجل وهناك عقولًا ضيقة لا تريد سماع هذ الكلام
في حواره مع الصحفيين على متن الطائرة في طريق العودة من بلجيكا، أجاب قداسته على سؤال بشأن القنابل التي تزن ٩٠٠ كجم لاغتيال نصر الله، ووجود أكثر من ألف نازح، والكثير من القتلى، وما إذا كانت إسرائيل قد تجاوزت حدودها في لبنان وغزة؟ وكيفية حل الأمر؟ رد قداسة البابا: أتصل كل يوم برعية غزة. هناك أكثر من ٦٠٠ شخص في الرعية والمدرسة، ويخبرونني بما يحدث، حتى بالوحشية التي تحدث هناك. لم أفهم جيدًا كيف كانت الأمور. لكن يجب أن تكون الدفاعات دائمًا متناسبة مع الهجوم. عندما يكون هناك شيء غير متناسب، تظهر نزعة هيمنة تتجاوز الأخلاق. أي دولة تقوم بهذه الأفعال -وأتحدث عن أي دولة- تقوم بهذه الأمور بأسلوب “مفرط” بهذه الطريقة، تكون أعمال غير أخلاقية. حتى في الحرب، هناك أخلاقيات يجب الحفاظ عليها. إن الحرب بحد ذاتها هي غير أخلاقية، ولكن قواعد الحرب تتضمن بعض الأخلاق. ولكن عندما لا يتم احترامها، فهذا يدل -كما نقول في الأرجنتين- على الخبث والشرّ.
اتهام ضد البابا بموقف محافظ ضد المرأة!
بعد اللقاء في الجامعة الكاثوليكية في لوفان، صدر بيان جاء فيه: “تأسف الجامعة للمواقف المحافظة التي عبر عنها البابا فرنسيس حول دور المرأة في المجتمع”، ومن المحدود بعض الشيء التحدث عن المرأة فقط من منظور الأمومة والخصوبة والعناية، لا بل إن هذا الأمر يعد تمييزًا بعض الشيء لأنه دور يخص الرجال أيضًا، وفيما يتعلق بذلك أيضًا، طرحت كلا الجامعتين قضية السيامة الكهنوتية في الكنيسة”.. أجاب البابا بقوله: أولاً، تم إصدار هذا البيان في الوقت الذي كنت أتحدث فيه. لقد تم تحضيره مسبقًا، وهذا ليس أخلاقيًا. أنا أتحدث دائمًا عن كرامة المرأة، وقلت شيئًا لا أستطيع قوله عن الرجال: الكنيسة هي امرأة، هي عروس يسوع. إنّ تحويل الكنيسة إلى شيء ذكوري، وتحويل النساء إلى شيء ذكوري ليس أمرًا إنسانيًا، كما وليس مسيحيًا. للأنوثة قوتها الخاصة. لا بل، أقول دائمًا إن المرأة هي أكثر أهمية من الرجال، لأن الكنيسة هي امرأة، والكنيسة هي عروس يسوع. إذا بدا هذا الأمر لبعض السيدات محافظًا، فأنا كارلوس جارديل (مطرب تانغو أرجنتيني معروف). لا أفهم، أرى أن هناك عقلاً ضيقًا لا يريد سماع هذ الكلام. إن المرأة مساوية للرجل، لا بل، في حياة الكنيسة، تتفوق المرأة على الرجل، لأن الكنيسة هي امرأة. فيما يتعلق بالخدمة الكهنوتية، هناك عمق روحي للمرأة أكبر من الخدمة الكهنوتية. هناك لاهوتي كبير قام بدراسات حول هذا الأمر: أيهما أكبر، خدمة بطرس أم خدمة مريم؟ إن خدمة مريم هي أكبر لأنها خدمة وحدة تشمل الجميع، بينما الخدمة الأخرى هي خدمة قيادة. إن أمومة الكنيسة هي أمومة امرأة. أما الخدمة الكهنوتية فهي خدمة صغيرة جدًا، تُعطى لمرافقة المؤمنين، دائمًا داخل إطار الأمومة، وقد درس العديد من اللاهوتيين هذا الأمر. وقول هذا هو شيء حقيقي، لا أقول حديث، بل حقيقي. ليس قديمًا. إنّ النسوية المبالغ فيها، التي تعني أن تكون المرأة ذكورية، لا تنجح. الذكورية هي أمر غير مقبول، وكذلك النسوية هي أمر غير مقبول. الحقيقة هي أنّ الكنيسة المرأة، التي هي أكبر من الخدمة الكهنوتية. وهذا ما لا يفكر فيه الناس أحيانًا. لكن شكرًا على السؤال. وشكرًا لكم جميعًا على هذه الرحلة، وعلى العمل الذي قمتم به. يؤسفني أن الوقت ضيق هنا. لكن شكرًا، شكرًا جزيلًا. أُصلي من أجلكم، وأنتم صلوا من أجلي.
وبشأن تذكير البابا بمأساة الخمسين شخصًا المفقودين في البحر قبالة جزر الكناري؛ علق قداسته: يؤلمني أن هؤلاء الأشخاص مفقودون في الكناري. اليوم يضيع العديد من المهاجرين الذين يبحثون عن الحرية، في البحر أو بالقرب منه. لنفكر في كروتوني، على بُعد ١٠٠ متر، لنفكر فيما حدث هناك. إنه أمر يدعو للبكاء.
مفاجآت خلال زيارة لوكسمبورج
وحول ما إذا كان هناك مفاجآت وانطباعه خلال زيارته إلى لوكسمبورج، قال البابا: إنّ اللوكسمبورج أدهشتني حقًا كمجتمع متوازن، مع قوانين موزونة بعناية، وثقافة مختلفة أيضًا، هذا أدهشني كثيرًا لأنني لم أكن أعرفها جيدًا، أما بلجيكا، فأنا أعرفها لأنني زرتها عدة مرات. لكن لوكسمبورج كانت مفاجأة بسبب توازنها وضيافتها. أعتقد أن الرسالة التي يمكن أن تقدمها لوكسمبورج لأوروبا هي هذه بالضبط.
أما كلمات البابا عند قبر الملك بودوان والتي قد أثارت بعض الدهشة في بلجيكا؛ أجاب البابا أن الدهشة هي بداية الفلسفة، وهذا أمر جيد، ربما. رأى البعض في ذلك تدخلًا سياسيًا في الحياة الديمقراطية في بلجيكا. عملية تطويب الملك مرتبطة بمواقفه. كيف يمكننا التوفيق بين الحق في الحياة، الدفاع عن الحياة، وكذلك حق النساء في حياة خالية من الألم.
كل الأرواح لها قيمة! إن الملك كان شجاعًا، لأنه أمام قانون يُفضي إلى الموت، رفض التوقيع عليه واستقال. هذا الأمر يتطلب شجاعة، أليس كذلك؟ يتطلب وجود سياسي “قوي” للقيام بذلك. وقد وجّه بذلك رسالة واضحة، وقد فعل ذلك لأنه كان رجلًا قديسًا. هذا الرجل هو قديس، وعملية التطويب ستسير قدمًا، لأنّه قد أعطاني الدليل على ذلك.
الإجهاض جريمة
واستكمل قداسته: بالنسبة للنساء، نعم، للنساء الحق في الحياة: في حياتهن، وفي حياة أبنائهن. لا يجب أن ننسى أن نقول هذا: الإجهاض هو جريمة قتل. والعلم يؤكد أنه في الشهر الأول من الحمل تكون جميع الأعضاء موجودة. ويتمّ قتل كائن بشري. والأطباء الذين يشاركون في ذلك هم – سامحني على الكلمة – قتلة مأجورون. إنهم قتلة مأجورون. وهذا أمر لا يمكن الجدال فيه. يتم إنهاء حياة بشرية. وللنساء الحق في حماية الحياة. هناك موضوع آخر يتعلق بوسائل منع الحمل، وهو موضوع مختلف. لا يجب أن نخلط بينهما. أنا أتحدث الآن فقط عن الإجهاض، وهذا أمر غير قابل للنقاش. أعتذر، ولكن هذه هي الحقيقة.
(راديو الفاتيكان)