الأب فيديريكو لومباردي حول زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كندا: البابا قد قام بكل ما كان عليه أن يفعل
كانت زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كندا محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع الأب اليسوعي فيديريكو لومباردي، وفي إجابته على سؤال حول تقييمه لهذه الزيارة أعرب عن قناعته بأنها قد حققت بالفعل أهدافها، كما وأشار إلى أن هذه الزيارة الرسولية قد نُظمت بشكل منسجم وفي تعاون.
وتابع أنه قد كان للزيارة خط واضح تم إعداده بشكل جيد، وأضاف أن البابا قد قام بكل ما كان عليه أن يفعل إن صح التعبير، فقد توجه إلى الأماكن التي تضمنتها الزيارة في هذا البلد الكبير تحمله الرغبة في العمل مع السكان الأصليين والمجتمع الكندي بكامله للإسهام في المصالحة وبناء واقع انسجام يمكنه التطلع إلى المستقبل، وذلك أيضا على أساس علاقات جديدة يطبعها الاحترام التام لكرامة وقيم كل طرف كان جزءً في تشكيل هذا البلد.
وواصل الأب فيديريكو لومباردي مشيرا إلى نجاح الأب الأقدس في إشراك جماعة الكنيسة في كندا بكاملها. ثم أعرب عن شعوره بأن البابا فرنسيس قد قام بمسيرة بالفعل، مسيرة اعتراف وتوبة تشكل دائما نقطة انطلاق لكل لقاء حقيقي مع الآخرين ومع الله. نجح الأب الأقدس أيضا، حسب ما واصل الأب اليسوعي، في أن يقود هذه المسيرة نحو الرجاء، حيث لم يبق منغلقا في الاعتراف بالخطأ بل قام بخطوة من أجل التزام معاش، وذلك على الصعيد المسيحي أيضا، بثقة كبيرة في قوة قيامة الرب وإعلان الإنجيل.
هذا وتوقف الأب لومباردي في حديثه عند لقاء البابا فرنسيس بعض الطلاب السابقين للمدارس الداخلية في كندا، وأشار إلى أن الأب الأقدس قد تحدث في كلماته عن تاريخ الكرازة في كندا، ويكفي التفكير في القديس دي لافال الذي أعلنه البابا فرنسيس قديسا، أو في إشارة الأب الأقدس إلى التقاليد المسيحية التي حملها الإرساليون في المرحلة الأولى والتي تمثلت في القديسة حنة.
لمس البابا هكذا، قال الأب لومباردي، قلب التعبد التقليدي، الشعبي، ولكن المترسخ بقوة في الكنيسة. وهكذا فإن مسيرة التوبة، في إشارة إلى التعديات أو عدم احترام السكان الأصليين وقضية المدارس الداخلية الأليمة، قد تشابكت مع رجاء يمنحه الإيمان بالمسيح والإعلان الصادق للإنجيل.
وتابع الأب اليسوعي أن هذا التشابك قد شمل أيضا المجتمع الكندي الحالي حيث كانت هناك إشارات واضحة جدا إلى علمنة هذا المجتمع، والتي أدت أيضا إلى ضعف في كيفية مواجهة هذه الظاهرة بفعالية وثقة، تم التذكير خلال الزيارة من جهة أخرى بالتزام كُتاب كنديين معاصرين كبار مثل تيلور أحد أكبر دارسي العلمنة أو لونيرجان أحد أكبر لاهوتيي القرن السابق والذي تأمل بعمق في العلاقة بين إعلان الإيمان والثقافة المعاصرة. وهدف هذا كله إلى التأكيد على أن كندا لديها في تاريخ الكرازة مرجعيات قديمة وحديثة يمكنها أن تقدم إجابات على مشاكل اليوم وتحدياته.
ثم تطرقت المقابلة مع الأب لومباردي إلى حديث البابا فرنسيس خلال الزيارة عن الكنيسة باعتبارها بيت استقبال ومصالحة لا فكرة، وأيضا إلى تحذير قداسته من أن التصرفات التي ساهمت في التفرقة لا تموت بسهولة حتى من وجهة النظر الدينية. وقال الأب اليسوعي في هذا السياق إن علينا بتواضع وبشكل ملموس إدراك كون هذه أقوال ومواقف علينا دائما إحياؤها مجددا لأنها غالبا ما تُنسى. وشدد هنا على ضرورة تفادي إيهام الذات بأنه قد تم تغيير قلب الإنسان بشكل نهائي وتم جعله أسمى من أية خطيئة أو أي خطأ. وتابع أن مسيرة البابا ومسيرة الكنيسة ومسيرتنا جميعا تتمثل في محاولة اتِّباع مَثل الرب، مسيرة علينا دائما إطلاقها مجددا والاعتراف بحق بالأخطاء والعمل على مداواة الجراح.
وكان السؤال الأخير الذي أجاب عليه الأب فيديريكو لومباردي حول رؤيته لانثقاف الإيمان في ضوء أقوال وأفعال البابا فرنسيس خلال زيارته كندا، وأيضا في ضوء الإرشاد الرسولي Praedicate evangelium. وقال إن هذا موضوع يرافق الكنيسة منذ المجمع الفاتيكاني الثاني بشكل مستمر ويشمل ثقافات العالم كلها. وأشار الأب لومباردي على سبيل المثال إلى الكلمة الأخيرة للبابا فرنسيس خلال زيارته الرسولية كمثال رائع للانثقاف، حيث أشار الأب الأقدس إلى الوثيقة الرئيسية الحديثة حول قيم ثقافة الإنويت، قيم يجب الحفاظ عليها أمام المجتمع والعالم المتغيرَين، وقد قام البابا بهذا بالرجوع إلى قيم الإنجيل، أي أنه نسج بين إعلان الإنجيل والقيم التقليدية التي تتحداها المعاصرة.
(المصدر راديو الفاتيكان)