
مصر تشهد حجًّا مقدّسًا تخليدًا لذكرى الشهداء الأقباط في ليبيا
تزامنًا مع يوبيل الرجاء، وبمناسبة مرور عشر سنوات على استشهاد 20 قبطيًّا مصريًا وشاب غاني في ليبيا، أقامت النيابة الرسولية للاتين في مصر رحلة حج مقدّس إلى مدينة سمالوط المصرية، برعاية المطران كلاوديو لوراتي والنائب المونسنيور أنطوان توفيق ومشاركتهما.
شارك في الحج نحو 325 شخصًا من بينهم بعض كهنة الرعايا اللاتينية في البلاد وعدد من الراهبات، وتميّز الحدث بحضور مشاركين ومشاركات من السودان وفرنسا واليمن وإريتريا وكينيا وإيطاليا وساحل العاج وبولندا وجنوب السودان والفلبين، إلى جانب المصريين الذين قدموا من محافظات عدة.
من جانبها تحدّثت الأخت كيارا لطيف من رهبنة الفرنسيسكان الأليزابتين ومسؤولة من المكتب الرعوي في مطرانية اللاتين عن ثلاث محطات للحجّ. وشرحت: “المحطة الأولى هي مزار كنيسة شهداء الإيمان والوطن، حيث ترقد بقايا أجساد الشهداء، خصوصًا أنّ البابا فرنسيس أضاف أسماءهم إلى السنكسار الروماني بعد لقائه بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني”.
وأضافت: «هدفنا من هذا الحج اليوبيلي تعزيز قيم التضامن والمحبة، وتعريف المشاركين بالشهداء، الذين رغم بساطتهم تمسكوا بإيمانهم حتى اللحظة الأخيرة، ومن المهم أن نعرف خبراتهم ونتزود من إيمانهم وإيمان عائلاتهم. لذا سمعنا من كاهن الكنيسة سِيَر حياتهم».
وتابعت: «أقمنا في المزار رتبة الصلاة المسكونية (التي جرت في الفاتيكان العام الماضي) بعد ترجمتها إلى العربية والفرنسية، وصلّينا طلبة جميع القديسين بالطقس اللاتيني وأدخلناهم فيها، وبدا لافتًا انضمام حجاج أرثوذكس إلينا كانوا يزورون المكان”.
وبشأن المحطة الثانية قالت الأخت كيارا: “توجّهنا إلى جماعة الأرش (بيت الفلك) لذوي الهمم للقائهم والتعرف إليهم، واحتفلنا معًا بالقداس الإلهي. وأشار المطران لوراتي إلى ضرورة إدراك الحجاج المشاركين النِّعم التي يمتلكونها وأبرزها السلام والصحة، وشدّد على مفهوم “الكنيسة الواحدة” سواء كان أعضاؤها أصحاء أم متألمين”، وأوصى بالتسليم الكامل لله وعدم عيش الإنسان حياة مزدوجة”، وعقب نهاية القداس، كانت شهادات مؤثّرة، ومائدة غداء أعدّها ذوو الهمم للحجاج.
أما المحطة الأخيرة، أشارت الأخت كيارا إلى أنّها تضمّنت التوجه إلى جبل الطير، الذي يُعدّ بحسب التقليد المسيحي إحدى محطات سَير العائلة المقدسة في مصر، وفي مغارته مكثت العذراء مريم ثلاثة أيام. وقالت: “صلّينا هناك للعذراء، وشرح لنا كاهن قبطي أرثوذكسي قصة المكان، وصلّى بدوره على نيّة شفاء البابا فرنسيس”.
(أبونا)