أخبار مشرقية

من اليابان.. الأديان تقول لا للحرب.. والحوار هو الطريق الوحيد لتخطي الصراعات

اختُتمت في اليابان أعمال الطاولة المستديرة الثالثة للمنظمة الدولية “أديان من أجل السلام”: لقاء شارك فيه ممثلون عن مختلف المعتقدات الدينية، شددوا على التزامهم في بناء مجتمعات ترتكز إلى التناغم التام، ووجهوا الأنظار نحو مناطق تشهد صراعات، متوقفين بنوع خاص عند الأوضاع الراهنة في أوكرانيا، قطاع غزة وميانمار.

خلال الأعمال تمحورت النقاشات والمداخلات حول مواضيع بالغة الأهمية في عالم اليوم، من بينها: تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل بين القادة الدينيين من أجل دعم جهود المصالحة وتحديد التحديات المطروحة اليوم أمامنا؛ تسهيل الحوار ما بين الأديان الذي يرتكز إلى المبادئ الأساسية للمعتقدات الدينية؛ إرساء أسس التعاون بين الأديان ومع القادة السياسيين من أجل إطلاق مبادرات للسلام على المستوى المحلي، مع صب الاهتمام على تفادي نشوب الصراعات وعلى التجاوب الإنساني؛ تعزيز تحالفات مع المسؤولين السياسيين والهيئات الحكومية والمجتمع المدني من أجل إعطاء دفع أقوى للجهود العالمية الرامية إلى بناء السلام.

شارك في الطاولة المستديرة ممثلون عن مختلف الكنائس المسيحية – من بينهم رئيس أساقفة يانغون بميانمار الكاردينال شارلز بو – بالإضافة إلى الإسلام والسيخ والديانات البوذية والهندوسية واليهودية والكنفوشية وغيرها من الديانات التقليدية، ناهيك عن مسؤولين سياسيين قدموا من بلدان ومناطق تشهد صراعات وتوترات. وقال جميع المؤتمرين بصوت واحد “لا” للحرب، “نعم” للبحث معاً عن مجتمعات تنغم بالسلام والتناغم.

وفي حديث لـ”لويجي دي سالفيا” رئيس منظمة “أديان من أجل السلام” في إيطاليا تمنى أن يتمكن عالمنا الذي يشهد صراعات وحروباً من بلوغ الشفاء، وأن نعود إلى فترة من الهدوء النسبي والتناغم والتسامح. وأضاف: أننا مدعوون إلى التمسك بالإيمان والرجاء خصوصًا خلال هذه السنة اليوبيلية. وقال إنه ينبغي أن نحافظ دوماً على الثقة والرجاء، موضحًا أن المريض الذي ينال علاجاً ليتخطى المرض ينبغي أن يؤمن بالقدرة على الشفاء وإلا باءت كل الجهود بالفشل. وعبر المسؤول الإيطالي عن أمله في أن يتمخض عن الطاولة المستديرة في طوكيو مقاربة جديدة وفكر جديد، وأن يجدد جميع المشاركين التزامهم في البحث الدؤوب عن السلام.

وبحسب المنظمون فإن هدف اللقاء يتمثل في توفير فسحة للحوار والتعاون بين الأديان، ومع القادة السياسيين من أجل مواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق السلام والمصالحة على المدى البعيد. ويذكرون بأن منظمة “أديان من أجل السلام” أبصرت النور في كيوتو عام ١٩٧٠ وما تزال لغاية اليوم ملتزمة على صعيد التعاون بين الأديان من أجل السلام، بشكل يرتكز إلى الاحترام العميق للاختلافات الدينية. وسرعان ما تحولت المنظمة إلى شبكة دولية تضم أكثر من تسعين بلداً في القارات الخمس، وهي متواجدة أيضًا في دول تعاني من الحروب والتوترات، حيث تسعى إلى حل الصراعات وتوفير المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى