
لكي نكون مسيحيين موثوقين علينا الاحتفال بقيامة المخلص في اليوم نفسه
البطريرك المسكوني: لا يمكن تعديل حساب تاريخ عيد الفصح إلا من خلال مجمع مسكوني آخر
قال البطريرك المسكوني برثلماوس، بطريرك القسطنطينية، الذي يتمتّع بالأولويّة الشرفيّة (الأوّل بين متساوين) بين الكنائس الأرثوذكسيّة: إنّه لا يمكن تعديل حساب تاريخ عيد الفصح إلا من خلال مجمع مسكوني آخر.
وبشأن الحديث حول مناقشة تاريخ عيد الفصح في مجمع نيقية آخر ومحاولة للتوصل إلى اتفاق بعد كل هذه القرون، فلا يزال من غير الممكن للمسيحيين أن يحتفلوا بعيد الفصح في اليوم ذاته؛ أجاب البطريرك المسكوني: “في مجمع نيقية، تقرّر أنّه من المهم أن نشهد على قيامة المسيح في اليوم نفسه، في جميع أنحاء العالم المعروف آنذاك. لكن للأسف، حالت الظروف التاريخيّة دون تحقيق ما أوصى به المجمع. ليس من حقنا أن نحكم على ما حدث، ومع ذلك نفهم اليوم أنّه لكي نكون مسيحيين موثوقين، علينا الاحتفال بقيامة المخلص في اليوم نفسه”.
أضاف: “مع البابا فرنسيس الراحل، شكّلنا لجنة لدراسة هذه المسألة. وقد بدأ حوار بهذا الشأن. ومع ذلك، هناك حساسيات مختلفة بين الكنائس. بالتالي، من واجبنا أيضًا أن نتجنّب انقسامات جديدة. بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسيّة، فإنّ ما أقرّه مجمع مسكوني لا يمكن تعديله إلا من خلال مجمع مسكوني آخر. ومع ذلك، نحن جميعًا منفتحون للإصغاء إلى الروح القدس، الذي نؤمن أنّه أظهر لنا بوضوح هذا العام بشكل خاص كم هو أساسي توحيد تاريخ عيد الفصح”.
حرب أوكرانيا تُشكل فضيحة للعالم المسيحي
كما تناول البطريرك المسكوني أيضًا الحديث عن مجمع نيقية، والبابوين فرنسيس ولاوُن الرابع عشر، وعن الحرب في أوكرانيا التي وصفها بالـ”حرب بين الإخوة” والتي “تشكّل فضيحة للعالم المسيحي وخاصةً الأرثوذكسي”، كما والحرب في غزة والشرق الأوسط بأسره حيث “تدفع المصالح البعيدة عن احتياجات الشعوب المعنية إلى الاستمرار في حرب مدمرة وغير إنسانية بدل السير نحو سلام عادل”.
يُشار إلى أنّ الكنائس الأرثوذكسيّة تستخدم التقويم اليولياني في حساب تاريخ عيد القيامة، بينما تعتمد الكنيسة الغربيّة التقويم الغريغوري. وكان المجمع المسكوني الأوّل في نيقية (325) قد وضع طريقة لحساب عيد الفصح.
أما آباء المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، فقد ورد في ملحق دستورهم حول الليتورجيّة المقدّسة: “إنّ المجمع المقدّس لا يعارض تحديد يوم أحد ثابت لعيد الفصح ضمن التقويم الغريغوري، شريطة أن يوافق على ذلك المعنيّون، وخاصة الإخوة غير المتّحدين مع الكرسي الرسولي”.
(أبونا)