أخبار مشرقية

حلّ القضية مرتبط بأزمات سوريا ولبنان ودول بالشرق الأوسط.. الفاتيكان: غزة “بيت الفلسطينيين” وندعم حلّ الدولتين

“حل الدولتين وغزة كبيت الفلسطينيين”، هذا ما شدد عليه أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد جالاجير، وذلك في مقابلة أجرتها معه مجلة “أمريكا” التي أسستها الرهبنة اليسوعية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين ما ذكر أمين السر: أن رغم ما تعرضت له من تدمير فغزة هي بيت الفلسطينيين الذين وُلدوا وعاشوا فيها لأجيال، والذين يريدون البقاء في هذه الأرض لإعادة بناء حياتهم، ولا يمكننا مخالفة هذا.

لا توجد كلمات تناسب مقترح ترامب

رد رئيس الأساقفة جالاجير جاء تعليقًا على سؤال حول اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توطين فلسطينيي قطاع غزة في مناطق أخرى، وذكَّر أمين السر في إجابته بأن كثيرين من الفلسطينيين وأسلافهم كانوا قد أُجبروا من قبل على ترك ممتلكاتهم في مناطق أخرى من الأرض المقدسة، ولا يجوز اعتبار فلسطينيي غزة مشكلة، فهم بشر ويجب أن يعامَلوا على هذا الأساس وذلك في احترام لهم ولكرامتهم كبشر وبدون أن ننسى أبدا المعاناة الكبيرة التي تعرضوا لها والتي يعيشونها يوما بعد يوم. أما بشأن اقتراح الرئيس الأمريكي فقال المسئول الفاتيكاني: “إنه أمام مثل هذا الاقتراح لا توجد كلمات”.

وجدد أمين السر موقف الكرسي الرسولي المؤيد لحل الدولتين، وقال: إن الكرسي الرسولي منذ فترة طويلة، وحتى قبل هذا النزاع الأخير الرهيب، يدعم هذا الحل داخل الجماعة الدولية وهو ما يواصل القيام به حتى حين كانت أطراف كثيرة تستبعد هذا الحل، مشيرًا إلى أن من الواضح اليوم أن تحقيقًا محتملًا لهذا الحل أصبح محل نقاش وذلك بشكل خاص أمام الأوضاع الخطيرة جدًا في الضفة الغربية، وأشار في هذا السياق إلى أنه في حال ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية فسيكون من الصعب جدًا تخيل أن يكون هناك رجاء في المستقبل القريب في تحقيق حل الدولتين.

وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار

ومن بين ما سلط عليه أمين السر الضوء مواصلة تأييد الكرسي الرسولي لوقف شامل لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وحماية المدنيين والاحترام التام للقانون الإنساني الدولي، كما تطرق الحديث إلى إعادة تعمير غزة وضرورة بلوغ استقرار للوضع في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية واحترام الشعب الفلسطيني. ويبقى الأفق المنشود، حسبما تابع رئيس الأساقفة، حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأعرب عن قناعته بأن حل هذه القضية يرتبط بالكثير من مشاكل الشرق الأوسط، وأشار إلى سوريا ولبنان ودول أخرى في هذه المنطقة.

ومن بين ما تم التطرق إليه خلال المقابلة اهتمام البابا فرنسيس بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية واتصالات قداسته المتواصلة مع رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة، وذكَّرت المجلة في هذا السياق بانتقادات لهذا الموقف من قِبل بعض القادة الإسرائيليين واليهود. وقال رئيس الأساقفة جلاجير حول هذا الأمر: إن البابا فرنسيس كان يسعى دائمًا لبلوغ طرفَي هذا النزاع الرهيب. وأضاف: صحيح أن البابا يحاول الاتصال كل مساء برعية غزة والحديث مع الكهنة والتعرف على أوضاع مَن يعيشون في هذه المنطقة، إلا أن الأب الأقدس قد التقى من جهة أخرى الكثير من عائلات الرهائن الإسرائيليين، كما أن قداسة البابا كان قد وجه رسالة إلى الأخوة والأخوات في إسرائيل وأيضًا إلى مسيحيي الشرق الأوسط، لأن البابا يسعى إلى أن يكون راعيًا للجميع. 

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى