أخبار مشرقية

ترامب وبوتين يمكنهما أن يضعا حدًا للحياة على كوكب الأرض.. أستاذ جامعي أمريكي يشيد بنداءات البابا لتجنب حروب نووية تقضي على الكوكب وسكانه

أكد بيتر كوزنيك، أستاذ التاريخ ومدير معهد الدراسات النووية في الجامعة الأمريكية بواشنطن؛ أن العالم بات اليوم قريباً أكثر من أي وقت مضى من الحرب النووية، مضيفا أن الوضع اليوم ينذر بالخطر أكثر مما كان عليه خلال أزمة الصواريخ في كوبا عام 1962.

جاء ذلك على هامش مؤتمر “توناليستاتي” الذي يُعقد في شمال إيطاليا سنويا في شهر أغسطس ويشارك فيه أساتذة جامعيون وطلاب وباحثون يتطرقون إلى أوضاع حقوق الإنسان وقضايا مرتبطة بالعدالة وسلام في واقع اليوم. وقد خُصصت جلسة في المؤتمر الدولي لتسليط الضوء على الذكرى السنوية الثمانين لحادثة إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناجازاكي في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945.

وحثّ كونزيك خلال هذه الجلسة جميع الحاضرين على أن يكونوا سفراء للسلام في عالم اليوم المعرض للخطر نتيجة سباق التسلح النووي، لاسيما في ما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لافتا إلى أن الأسلحة النووية تهدد بالقضاء تماماً على كوكب الأرض وسكانه.

وقال الأستاذ الجامعي: إنه عندما ننظر إلى عالم اليوم نرى أن ثمة تسامحاً كبيراً حيال استخدام الأسلحة النووية، وأضاف: أن الأمريكيين –على سبيل المثال– يخططون لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية في حال حصول مواجهة مع الصين مع العلم أن هذا البلد الآسيوي كان يملك في الماضي 200 سلاح نووي وباتت ترساناته اليوم تُقدر بـ600 سلاح نووي، فيما تشير دراسات أمريكية إلى أن الصين يمكن أن تستحوذ على ألف سلاح نووي مع حلول العام 2030، و1500 مع حلول 2035، وقال في هذا السياق إن معظم دول العالم تخطط اليوم لزيادة ترساناتها، شأن بريطانيا التي تسعى إلى زيادتها بنسبة 40%، وهذا المبدأ ينطبق أيضًا على إدارة الرئيس ترامب ضمن ما يُعرف بـ”مشروع 2025″.

وذكّر كوزنيك بأن 9 دول في العالم تملك اليوم أسلحة نووية، وهي تسعى إلى تحديث ترساناتها لتجعلها أكثر فتكاً. وفي اليابان، الذي يُعتبر في طليعة البلدان المناهضة للنووي في العالم، أعلن مؤخراً رئيس الوزراء شيجيرو أوشيبا أنه يتعين على بلاده أن تملك سلاحاً نووياً، مقترحاً إنشاء تحالف آسيوي، على غرار حلف الناتو. وفي كوريا الجنوبية أظهرت استطلاعات الرأي أن 73% من السكان يريدون أن تملك بلادهم ترسانة نووية.

وأشار الأستاذ الجامعي الأمريكي إلى البرنامج النووي الإيراني، وقال: إنه إذا تمكنت إيران من حيازة القنبلة النووية فستحذو حذوها دول أخرى في المنطقة شأن مصر، السعودية، الإمارات، وتركيا. وقد يجد العالم نفسه على شفير فوضى نووية لا تُحسب أبعادها. واعتبر أنه يوجد اليوم رجلان في العالم يمكنهما أن يضعا حدًا للحياة على كوكب الأرض هما “دونالد ترامب” و”فلاديمير بوتين”، لافتًا إلى أن الرئيس الصيني “شي جينبين” يريد الانضمام إليهما أيضًا.

بعدها حذّر كوزنيك من المخاطر التي تترتب على استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، خصوصًا وأنه في السابق أعطت التكنولوجيا مؤشرات خاطئة في منظومات الإنذار المبكر، أكان في روسيا أو في الولايات المتحدة. وقال إنه بين عامي 1960 و1979 تلقت الولايات المتحدة 7 إنذارات خاطئة عن هجمات صاروخية ضد أراضيها، ولحسن الحظ كان هناك أشخاص في غرفة التحكم لم يبادروا في إطلاق الصواريخ بل تحققوا من المعلومات التي تبين لاحقًا أنها خاطئة. واختتم الأستاذ الجامعي محذرًا: بأنه لن يكون هناك أي رابح في حال وقوع حرب نووية، مذكرًا بنداءات البابا الذي يتحدث باسم البشرية وكوكب الأرض، وقال: نحن بحاجة إلى أشخاص يفكرون ويتكلمون بهذه الطريقة بعيداً عن المصالح الخاصة، القومية والإقليمية، علينا أن نوصل هذه الرسالة لأن العالم هو بأمس الحاجة إليها.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى