أخبار مشرقية

بارولين: المبادئ الاجتماعية للكنيسة تشكل “بوصلة خلقية” لبناء مجتمعات عادلة

ألقى أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، خطاب أمام المشاركين في المؤتمر الدولي الذي نظمته مؤسسة “السنة المائة”، قائلًا: إن العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، المتجذرة في مبدأَي احترام “كرامة الشخص البشري” و”الخير العام” يمكن أن تساعد على تخطي الاستقطاب وتعزيز الحوكمة العالمية. لافتًا إلى أننا نجد أنفسنا اليوم أمام مفترق طرق في زمن مطبوع بالانقسامات السياسية والثقافية والأيديولوجية.

ولفت المسؤول الفاتيكاني في خطابه إلى أن العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية لا تقدم حلولًا سريعةً أو وعودًا يوطوبية، بل تقدم إطارًا خارج حدود الوقت، من أجل مواجهة التحديات والانقسامات في العالم المعاصر، وبهدف تعزيز كرامة كل كائن بشري، والخير العام. وأكد نيافته أن هذا هو الإسهام الذي يمكن أن تقدمّه الكنيسة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على مجتمعات اليوم، وتُحدث فيها انقساماتٍ، ومن هذا المنطلق، رأى بارولين أن الكنيسة الكاثوليكية قادرة على الإسهام في تعزيز وتقوية الحوكمة العالمية وتخطي الاستقطاب الراهن.

وأشار أمين سر الفاتيكان إلى أن البشرية تجد نفسها اليوم عند مفترق طرق، خصوصًا في هذا العصر المطبوع بالانقسامات السياسية والثقافية والأيديولوجية. وتوقف عند بعض التحديات العالمية خاصًا بالذكر التبدل المناخي، انعدام المساواة الاقتصادية، الهجرات والتطورات التكنولوجية، شأن الذكاء الاصطناعي، وقال: إن كل هذه التحديات تتطلب تعاونًا من قبل الجميع، لكن غالبًا ما يسود انعدام الثقة والتفتت.

وشدد بارولين بعدها على أن الإرث الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، المتجذر في الإنجيل، وهو وليد قرون من التفكير والتأمل، يرتكز إلى المبادئ الكونية التي لا تتعلق بالكاثوليك وحسب، وبالتالي باستطاعتها أن تكون بوصلة خلقية تساهم في بناء مجتمعات أكثر عدلًا. وأضاف: أن العقيدة الاجتماعية تجد ركيزة لها في القناعة الراسخة بأن كل شخص مهم، وبأننا مدعوون جميعًا إلى العيش كأخوة وأخوات، وبأن عالمنا هو هبة لا بد أن نحافظ عليها.

وحول الانقسامات الراهنة بين الشعبوية والعولمة، بين التقليد والتقدّم، بين اليمين واليسار؛ اعتبر بارولين: أن وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى تضخيم هذه الظواهر. وقال: إنه في عالم يعاني من الاستقطاب، يتمسك الأشخاص بنسختهم من الحقيقة، ويعتبرون الآخرين أعداء وينبذونهم. أما العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، فتريد أن تتعالى عن الاختلافات، كما جاء في الرسالة العامةFratelli Tutti للبابا فرنسيس، مع التأكيد على أهمية البحث عن الحقيقة بتواضع ومن خلال حوار يبحث عن التفاهم، عوضاً عن الانتصار وحسب.

وقال نيافته: إن العقيدة الاجتماعية للكنيسة ترتكز إلى التضامن، الذي ليس مجرد شعار، بل هو دعوة إلى الإقرار بإنسانيتنا المشتركة، وتوقف عند جائحة كوفيد، مشيرًا إلى أن البلدان الغنية جمعت كميات كبيرة من اللقاحات في وقت وجدت فيه تلك الفقيرة صعوبة في الحصول عليها، وذكّر بأن مبدأ التضامن يدعو إلى توزيع عادل للموارد لأن العالم السليم يعود بالفائدة على الجميع، لافتا أيضًا إلى أن الأزمة البيئية يمكن أن تساعد على تخطي الاستقطاب لأنها تعني الجميع ولا تعرف حدوداً وطنية أو أيديولوجية.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى