أخبار مشرقية

المدبر الرسولي في نيبال: الشباب في الشوارع من أجل الحكم الجيد ومستقبلهم

في الشهادة التي نقلها الأب سيلاس بوجاتي، المُدبِّر الرسولي للنيابة البابوية في نيبال، قال: “أرى الكثير من الناس في الشوارع، شبابًا وطلابًا، يحتجون على الفساد، ويلاحظون طبقة سياسية لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة. مبادئهم جيدة، ويطالبون بحكم رشيد، ومستقبل زاخر بالرخاء والتنمية، لكنهم يشعرون بالحزن والإحباط من تقصير قادتهم. وقد تحول هذا الإحباط إلى غضب، بل إلى أعمال عنف وتخريب، بعد مقتل أقرانهم على يد الشرطة. نحن في لحظة حرجة للغاية، الشباب في الشوارع، وعازمون على مواصلة الاحتجاج حتى استقالة الحكومة”.

الأب سيلاس بوجاتي في نيبال منذ يناير الماضي، وجد نفسه اليوم في خضمّ الاحتجاجات، إذ فور وصوله إلى مطار كاتماندو بعد رحلة رعوية، وبسبب نقص وسائل النقل، سار من المطار إلى مقر إقامته، عابرًا مدينةً يجوبها المتظاهرون، الذين تجمّعوا أيضًا أمام مقرّ إقامة رئيس الوزراء شارما أولي، للمطالبة باستقالته، التي قدّمها أولي آنذاك تحت ضغط الاحتجاجات.

خلال الاحتجاجات؛ قُتل 19 شخصًا وجُرح أكثر من 300 آخرين بعد أن تصدت الشرطة للمظاهرات، وفرضت الحكومة حظر تجول، ولكن مع استمرار المظاهرات، استخدمت الشرطة إجراءات قمعية واندلعت أعمال عنف. أشعل المتظاهرون النار في سيارات في الشوارع وفي منازل بعض القادة السياسيين الرئيسيين في البلاد.

يروي الأب بوجاتي ما يحدث في نيبال قائلًا: “كانت قضية حظر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أشعلت الاحتجاجات، بمثابة شرارة: إذ ساد بين الشباب استياء عميق من حال المجتمع ومستقبلهم. لا يرون أي آفاق للتوظيف والتنمية، ولا فرصًا، يرون أن النخب الحاكمة لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة: فقد شهدنا العديد من القضايا والشكاوى المتعلقة بفضائح الفساد، حيث يندد الشباب بالمحسوبية والمحاباة المنتشرة، والآن ينوون إحداث تغيير ويطالبون بتغيير الحكومة”.

ويستكمل المدبر الرسولي: إن الفجوة بين السياسيين وعامة الناس واضحة في البلاد، لا يُنظر إلى المشرعين على أنهم يعملون لمصلحة البلاد، مما أدى إلى استياء ومظاهرات، زادت الإجراءات القمعية المطبقة من الإحباط وأججت التوتر، وفقًا للأب بوجاتي.

واختتم الأب الراعي قائلًا: بصفتنا جماعة كاثوليكية صغيرة: “نحن نفطة في بحر نيبال 8000 مؤمن، لكننا جزء من هذا البلد، ونشارك في توقنا إلى العدالة والحكم الرشيد، ونحقق ذلك قبل كل شيء من خلال تقديم مبادئ وقيم العقيدة الاجتماعية للكنيسة للأطفال والشباب، في عملنا التربوي وفي القطاع التعليمي، كالعدالة والسلام والأمن والشفافية والتضامن والخير العام”.

بدأت الاحتجاجات على الإنترنت الأسبوع الماضي بعد أن حظرت الحكومة منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية واسعة الانتشار في نيبال (مثل فيسبوك، إكس، يوتيوب)، والتي حُجبت الأسبوع الماضي لعدم امتثالها لشرط جديد بالخضوع للرقابة الحكومية، ووضعت المحكمة العليا منصات التواصل الاجتماعي تحت رقابة الدولة في محاولة لمكافحة المعلومات المضللة على الإنترنت، ووُجهت انتقادات لهذه الإجراءات باعتبارها “أدوات رقابة”.

(وكالة فيدس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى