أخبار مشرقية

الرأي العام العالمي يتابع برعب ما يتعرض لها الأشخاص في غزة والسودان وأوكرانيا

كاريتاس تطالب بحماية العاملين الإنسانيين والمدنيين العزل في غزة

تحدث الأب جابريال رومانيللي خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة، حول استمرار الحرب في القطاع الفلسطيني، مسلطاً الضوء على الحاجات المتنامية للسكان. فيما يتعلق بالخطة الإسرائيلية الهادفة إلى احتلال القطاع، وقال الكاهن الكاثوليكي: إن السلطات الإسرائيلية لم تصدر لغاية اليوم أي أمر بإخلاء الحي القديم في مدينة غزة، في وقت أشارت فيه آخر حصيلة للضحايا إلى سقوط أكثر من 62 ألف قتيل منذ بداية الحرب في 2023.  

وقال كاهن الرعية: إن قطاع غزة ما يزال مسرحًا، منذ 7 من أكتوبر 2023، للقصف والموت والدمار، فيما تتنامى احتياجات السكان إلى مقومات الحياة الرئيسة وفي طليعتها الطعام والمياه والكهرباء والمحروقات. وبات القطاع اليوم مكاناً للألم والموت، وعلى الرغم من هذا السيناريو المخيف ما يزال المؤمنون يرفعون الصلوات يومياً على نية السلام.

وأضاف: أن الحيّ الذي تتواجد فيه كنيسة العائلة المقدسة ليس آمناً على الإطلاق، ويُسمع فيه باستمرار دوي القنابل ليلاً نهاراً، بعضها قريب والآخر بعيد، ولم تسلم الكنيسة من شظايا القذائف. والحرب في القطاع مستمرة وللأسف وفي كل يوم تضاف أسماء جديدة إلى لائحة القتلى والجرحى، فيما تنمو احتياجات السكان. وتشير آخر حصيلة للضحايا إلى أن عدد القتلى تخطى عتبة الـ62 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك منذ بداية الحرب غداة هجمات 7 من أكتوبر 2023، ومن بين هؤلاء 25 شخاً، قُتلوا الأسبوع الماضي، خلال انتظارهم استلام المساعدات الإنسانية، هذا فضلًا عن آفة الجوع التي حصدت قبل أسبوع أرواح 3 أشخاص مسنين، وفقاً للمنظمات الإنسانية.

وبمناسبة اليوم العالمي للعاملين الإنسانيين، الذي احتفل به العالم في 19 أغسطس من كل عام، أظهرت إحصاءات نشرتها منظمة الأمم المتحدة أن 338 من هؤلاء العاملين قُتلوا أثناء القيام بواجبهم خلال عام 2024، ومن بينهم 185 قضوا في قطاع غزة، نتيجة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وقد ندد المسؤول عن مكتب الشؤون الإنسانية في المنظمة الأممية توم فليتشر بلامبالاة الجماعة الدولية حيال هذه المأساة الكبيرة، حاثاً أصحاب النفوذ على التدخل لصالح البشرية، مناشدًا حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين، وجر المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة أمام العدالة.

في غضون ذلك أعلنت حركة حماس نيتها القبول بمقترح وقف إطلاق النار، وأوضح أحد قياديي الحركة الفلسطينية، وهو طاهر النونو، أن الاتفاق مرفق بضمانات من جانب الولايات المتحدة، معربًا عن أمله بأن يقود هذا المقترح إلى نهاية الحرب في غزة، وأن يهدف إلى توفير حماية أكبر للمدنيين والتخفيف من معاناة السكان الناتجة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، كما قال. وكان وسطاء من مصر وقطر قد اقترحوا هدنة لمدة 60 يوماً، تمهد الطريق لمفاوضات وللإفراج عن عدد محدد من الرهائن، وتسليم جثث من ماتوا، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

نداء إنساني بعدم نسيان سكان غزة

وأطلقت هيئة كاريتاس الدولية نداءً شددت فيه على ضرورة ألا ينسى العالم هؤلاء الأشخاص الذين يعرضون حياتهم للخطر يومياً من أجل توفير المساعدة للمحتاجين، كما ناشدت حكومات الدول التصدي لظاهرة الإفلات من العقاب عندما يُستهدف المدنيون والعاملون الإنسانيون. وقال الأمين العام ألستير دوتون: إن الرأي العام العالمي يتابع بأجواء من الرعب ما يتعرض لها هؤلاء الأشخاص في غزة والسودان وأوكرانيا ومناطق أخرى حول العالم، من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذا هو الواقع اليومي للعاملين في هيئة كاريتاس الذين غالباً ما يجدون أنفسهم في الصفوف الأمامية في مناطق الصراع.

وأضاف: أنه من الأهمية بمكان أن تتوقف حكومات العالم للحظة، في هذا اليوم، وتسأل نفسها ماذا يمكن أن تفعل لتدعم العاملين الإنسانيين في مناطق الحروب وتضع حداً للعنف الممارس بحق المدنيين العزل. وعبّر أمين عام هيئة كاريتاس الدولية، عن قناعته بأن هذه الأعمال الوحشية ستستمر بغياب التزام جدي ومسؤولية ملموسة تهدف إلى وضع حد لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى