
البطريرك الماروني: البابا لاون الرابع عشر سيحمل رسالة سلام الى لبنان
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أن البابا لاوُن الرابع عشر يزور لبنان في أواخر الشهر المقبل في “زمن السلام”، على وقع مساعي التهدئة في المنطقة، وسيحمل الى اللبنانيين رسالة “رجاء”. وقال البطريرك الراعي: من مقرّ البطريركية المارونية في بكركي شمال بيروت، إن البابا لاوُن الرابع عشر “سيحمل في زيارته الى لبنان السلام والرجاء”. وأضاف: “أخذ البابا على عاتقه السلام وبرنامجه السلام. يأتي في ظرف توقفت فيه الحرب في غزة.. ونعيش في لبنان وقفًا لإطلاق النار، رغم أن ثمة خروقات تحصل، أي أنه يأتينا في زمن السلام”. وتابع “العناية الالهية مهّدت له هذا الطريق ليصل في أفضل وقت وفي أجمل وقت”.
وأعلن الفاتيكان الأسبوع الماضي في بيان أن الحبر الأعظم، وفي أول جولة خارجية له منذ انتخابه، سيزور مدينة إزنيق في شمال غرب تركيا بين 27 نوفمبر و30 منه، ثم يتوجّه إلى لبنان حتى الثاني من ديسمبر.
وقال البطريرك الراعي، وهو رأس الكنيسة المارونية، الكنيسة التي يعود لها منصب رئاسة الجمهورية في البلاد في ظل نظام المحاصصة الطائفي: “أعتقد أنه سيركّز في هذه الزيارة على السلام، وسيطلب من لبنان أن يواصل طريقه نحو السلام”.
وتابع “يكفي لبنان حربًا منذ العام 1975 حتى اليوم، يكفيه حربًا وقتلاً ودمارًا وحرب اسرائيل الأخيرة مع حزب الله” التي أوقعت أكثر من 4 آلاف قتيل وخلّفت دمارًا في جنوب البلاد وشرقها وفي ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب.
دعم الشعب اللبناني
وقال البطريرك الراعي الذي لطالما طالب بإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة: “أعتقد أن زيارة البابا ستذكّر جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، بمسؤوليتهم في الحفاظ على لبنان كقيمة بحدّ ذاته”. وتابع: “قيمة لبنان في أن تحافظ كل فئة من فئاته على دورها وهويتها، العيش المشترك يعني أن للمسيحي هويته وللمسلم هويته. البابا لا يأتي ليقول اتركوا هويتكم بل عيشوا هويتكم”، موضحًا “هذا هو مفهوم لبنان لدى الفاتيكان، هكذا يفهمونه بتعدديته الثقافية والدينية”.
والبابا لاوُن هو ثالث بابا يزور لبنان بعد يوحنا بولس الثاني عام 1997، وبندكتس السادس عشر عام 2012. ويتضمن جدول زيارة البابا التي تعد لها الدوائر الكنسية والرسمية لقاء مع المسؤولين اللبنانيين يتقدمهم الرئيس جوزاف عون الذي كان وجه دعوة الى الحبر الأعظم لزيارة لبنان بعيد انتخابه. كذلك تتخلل الزيارة فعاليات دينية وروحية وشعبية وزيارتان الى دير القديس شربل وآخر لراهبات الصليب الذي يضم دار رعاية تُعنى بقرابة ألف مسن ومريض.
ويزور البابا لاوُن لبنان، بعد سلسلة أزمات عصفت بالبلد الصغير، من أزمة اقتصادية خانقة بدأت خريف 2019، ثم انفجار المرفأ المروع صيف العام اللاحق، وصولاً إلى الحرب الأخيرة. وقال البطريرك الراعي: إن الزيارة تشكّل “متنفسًا كبيرًا” للمسيحيين في لبنان وكذلك “لمسيحيي سوريا والعراق وإيران والأراضي المقدسة” الذين استنزفتهم الحروب والصراعات وموجات التهجير.
(أبونا)