أخبار مشرقية

البابا يعلن قداسة 7 طوباويين ويدعو إلى الثبات والمثابرة في الصلاة

ترأس قداسة البابا لاوُن، الأحد الماضي، القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس، بمشاركة آلاف المؤمنين والحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم، وذلك بمناسبة إعلان قداسة سبعة من الطوباويين الجدد. وخلال الاحتفال، أعلن قداسة كل من (المطران إغناطيوس شكرالله مالويان، شهيد الإيمان من الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، ومعلّم التعليم المسيحي بييترو تو روت من بابوا غينيا الجديدة، والراهبة ماريا ترونكاتي من إيطاليا، والراهبة فينتشنزا ماريا بولوني من إيطاليا، والراهبة كارمين رينديلس مارتينيز من فنزويلا، وبارتولو لونجو من إيطاليا، وخوسيه جريجوريو هيرنانديز سيسنيروس من فنزويلا).

الإيمان: الرباط الحي بين الله والإنسان

وفي عظته، دعا البابا إلى الثبات في الإيمان والمثابرة في الصلاة، مؤكدًا أن الإيمان هو “الرباط الحيّ بين الله والإنسان” وأنه “الخير الأسمى الذي يسمو فوق كل الخيرات المادية والعلمية والثقافية، لأن كل هذه تفقد معناها إن لم تُستنر بالإيمان”.

وانطلق الحبر الأعظم من السؤال الذي ختم به إنجيل الأحد: “متى جاء ابن الإنسان، أفتراه يجد الإيمان على الأرض؟”، موضحًا أنه “يكشف ما هو عزيز جدًا على قلب المسيح: الإيمان الذي هو مصدر الرجاء والحياة الأبدية”. وقال: إنّ غياب الإيمان يجعل الإنسان “كائنًا بلا أب، يعيش بلا رجاء، وتنهار حريته في العدم”، مشددًا على أن الإيمان هو ما يهب الحياة معناها ويُبقي الأمل حيًا رغم الألم والمحن.

العلاقة العميقة بين الإيمان والصلاة

وتوقّف البابا عند مثل الأرملة والقاضي الظالم، الذي يقدّمه يسوع كدعوة للمثابرة في الصلاة دون ملل، قائلاً: “كما لا نتعب من التنفس، كذلك لا يجب أن نتعب من الصلاة. فالصلاة تسند حياة النفس: فالإيمان يتجلّى في الصلاة، والصلاة الأصيلة تحيا بالإيمان”.

أشار لنا يسوع إلى هذا الرابط من خلال مثل قاضٍ بقي صامتًا أمام مطالب أرملة مُلحّة، ثمّ دفعه إصرارها في النهاية إلى أن يتخذ قرارًا. هذا الإصرار هو لنا مثال جميل للرجاء، خصوصًا في وقت المِحَن والضّيق”. وأوضح أن كلام يسوع يدعونا إلى الثقة بأن الله قاضٍ عادل تجاه الجميع، وإلى الإيمان بأن الآب يريد دائمًا خيرنا وخلاص كل إنسان.

تجربتان تختبران الإيمان

وحذر قداسته من تجربتين تهددان الإيمان: الأولى هي الشك بأنّ الله لا يسمع بكاء المضطهدين ولا يرحم ألم الأبرياء، والثانية هي الادعاء بأنّ الله يجب أن يعمل كما نريد نحن: فتتحوّل الصلاة إلى أمرٍ لله، لتعليمه كيف يجب أن يكون عادلًا وفعّالًا.

وقال: “يسوع يحرّرنا من كلتا التجربتين، فهو الشاهد المثالي على الثقة البنوية. هو البريء الذي صلّى خلال آلامه قائلاً: ’يا أبتِ، لتكن مشيئتك‘، وهو نفسه الذي علّمنا هذه الصلاة في الطلبة الربّية. ومهما حدث، يبقى يسوع مثال الاتكال الكامل على الآب”.

صليب المسيح يكشف عدل الله

وأوضح أن صليب المسيح هو التعبير الأسمى عن عدل الله، لأن “عدل الله هو المغفرة: فهو يرى الشرّ ويفتديه، ويأخذه على عاتقه”. وأضاف: “عندما نكون مصلوبين بالألم والعنف والكراهية والحرب، يكون المسيح حاضرًا هناك، مصلوبًا لأجلنا ومعنا. لا يوجد بكاء لا يعزّيه الله، ولا دمعة بعيدة عن قلبه. الرّبّ يسوع يسمعنا، ويُعانقنا كما نحن، ليجعلنا مثله”.

وشدّد البابا على أن من يرفض رحمة الله يبقى عاجزًا عن ممارسة الرحمة تجاه الآخرين، ومن لا يقبل السلام كعطيّة من الله لن يعرف كيف يمنحه للآخرين. ولفت، بالعودة إلى النص الإنجيلي، إلى أنّ “أسئلة يسوع هي دعوة قوية إلى الرجاء والعمل. فالإيمان بالعناية الإلهية هو الذي يدعم التزامنا بالعدل، لأننا نؤمن أن الله يخلّص العالم بالمحبّة، لا بالقضاء والقدر”.

وأشار البابا إلى القديسين السبعة الجدد الذين أعلنهم قديسين، واصفًا إياهم بأنهم “شهود حافظوا على شعلة الإيمان مضاءة” و”مصابيح تنشر نور المسيح”، قائلاً: “هم ليسوا أبطالاً أو مدافعين لفكرة معينة، بل رجال ونساء حقيقيون عاشوا الإيمان بصدق وأمانة هؤلاء الأصدقاء المُخلِصون للمسيح هم شهداء لإيمانهم”. 

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى