أخبار مشرقية

مقابلة مع الأمين العام للجنة الكاثوليكية الدولية للهجرات حول أوضاع النازحين الأوكرانيين

شارك الأمين العام للجنة الكاثوليكية الدولية للهجرات المطران روبرت فيتيلو في لقاء عُقد خلال الأيام القليلة الماضية في بروكسيل للتباحث في أزمة النازحين الأوكرانيين، وفي أعقاب اللقاء أجرت وكالة الأنباء الكنسية “سير” مقابلة مع سيادته أكد فيها أن الأوضاع الراهنة اليوم في أوكرانيا تنبئ وللأسف بأن الصراع سيستمر لفترة طويلة، وهذا الأمر يتطلب حلولا طويلة الأمد لأزمة النازحين.

قال الأسقف الإيطالي إنه مع اندلاع الحرب في أوكرانيا في شباط فبراير الماضي اعتمدت الدول المضيفة للاجئين حلولا موقتة، لكن ثمة حاجة ملحة اليوم للتفكير بهيكلية منظمة وبحلول طويلة الأمد، بدءا على سبيل المثال من توفير التعليم للأطفال الأوكرانيين النازحين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع وفي البيئات المدرسية. وقال إن تحقيق السلام في أوكرانيا هو أمر ضروري وجوهري، لكن إذا استمرت الحرب لفترة طويلة لا يمكن أن يُترك النازحون في أوضاع من انعدام الاستقرار.

تابع سيادته قائلا إنه بعد بداية الغزو الروسي لأوكرانيا عقد ممثلون عن جميع المنظمات الإنسانية التابعة للكنيسة الكاثوليكية اجتماعا في الفاتيكان، تلبية لدعوة قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، وحاولوا النظر في الأوضاع الراهنة، وتقاسموا خبراتهم الميدانية. وأضاف أنه في تلك المناسبة تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل تضم تلك المنظمات الكاثوليكية الملتزمة في مد يد المساعدة لضحايا الصراع في أوكرانيا، وهذه المجموعة تفسح المجال أمام تنسيق الجهود وتبادل المعلومات والخبرات ومقاسمة الصعوبات من أجل تحديد الاحتياجات الطارئة الواجب تلبيتها. ولفتت وكالة سير إلى أن المطران فيتيلو عاد الأسبوع الماضي من زيارة قادته إلى بولندا وأوكرانيا، وفور عودته شارك في لقاء عُقد في بروكسيل بهدف تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية للأوكرانيين.

تابع المطران فيتيلو قائلا إنه أطلع البرلمانيين الأوروبيين على النشاطات الخيرية والإنسانية التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية على أرض الواقع موضحا أن النسبة الأكبر من الأشخاص الملتزمين في العمل الإنساني هم الكهنة والرهبان والراهبات والمتطوعون الناشطون في الرعايا والأبرشيات. ولفت إلى أن كثيرا من الأحيان يُحكى عن الإحصاءات والأرقام، لكن لا يُسلط الضوء غالباً على قصص النازحين. وأضاف سيادته أنه اغتنم الفرصة ليذكّر بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الثالث من تموز يوليو الجاري، عندما قال إن العالم يحتاج للسلام، لا لسلام يرتكز إلى توازن الأسلحة أو إلى الخوف المتبادل، لأن هذا الأمر يعني أن نعود بالتاريخ إلى سبعين سنة خلت.

في ختام حديثه لوكالة “سير” شدد الأمين العام للجنة الكاثوليكية الدولية للهجرات على ضرورة تبني مقاربة شاملة في التعامل مع أزمة النازحين الأوكرانيين، وتلبية احتياجاتهم، موضحا أن النسبة الأكبر من هؤلاء هم نساء وأطفال تركوا بلادهم، فيما بقي الرجال ليدافعوا عنها. وهذا الوضع أدى أيضا إلى انفصال الكثير من العائلات.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى