أخبار مشرقية

مباركة 8 أيقونات شرقيّة وُضعت في كابيلا للمسيحيين الشرقيين.. الكاردينال ساكو يترأس قداسًا في كاتدرائية نوتردام في اليوم العالمي لمسيحيي الشرق

بمناسبة اليوم العالمي لمسيحيي الشرق، الذي يُصادف سنويًّا في الأحد السادس للزمن الفصحي، ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس رافائيل ساكو، قداسًا إلهيًّا بحسب الطقس الكلداني، الأحد 25 مايو، في كاتدرائية نوتردام في باريس، بحضور رئيس أساقفة باريس ومطران الكاثوليك الشرقيين في فرنسا لوران أولريك، ومدير عام مؤسّسة “عمل الشرق” المونسنيور باسكال جولنيش، وممثلي عن الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة.

الوحدة المسيحيّة

وأوضح البطريرك ساكو في عظته أنّه في عالم منقسم يتميّز بـ”أهوال الحرب والتحيّز والشكوك والجروح التي نعيشها في المجتمع وفي الكنيسة وفي المنزل”، فإنّ التعليم الذي نقله الإنجيلي يوحنا (17، 1-26) حول صلاة يسوع من أجل وحدة تلاميذه “يهمنا جميعًا” و”له أهميّة كبيرة”.

وشكر غبطته كنيسة فرنسا على المساعدة التي قدّمتها للمسيحيين في الشرق خلال اعتداء تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش” عام 2014، وذكر بالتحديد مؤسّسة “عمل الشرق” برئاسة المونسنيور جولينش، واصفًا إياه بـ”السامري الصالح” لدوره الكبير في دعم ومساعدة الكنائس إبان فترة النزوح.

وركز الكاردينال ساكو في عظته على “الكلمات الديناميكية التي يوجهها يسوع نفسه إلينا”. وأضاف أن الأمر يتعلق بـ”الاستماع إليه” و”القدرة على فهمه بشكل عميق من أجل الارتداد بشكل أساسيّ إلى ما يريده، إلى الحقيقة والمحبّة والوحدة”.

الصلاة الكهنوتيّة

وأشار إلى أن هذه الصلاة، المعروفة بالصلاة الكهنوتيّة، تحمل في طياتها “سرًا عميقًا”، كما لفت الكاردينال ساكو، إلى أن يسوع “يريدنا أن نكون جميعًا متحدين في عائلة واحدة. إنّه يصلي من أجل وحدة تلاميذه وجميع الذين سيؤمنون به من خلالهم ومن خلال خلفائهم”. وبالنسبة للبطريرك الكلداني، فإنّ الصلاة الكهنوتية “تعليم ديني غني جدًا”.

وقال: في المسيح، نصبح واحدًا من خلال الشركة الوثيقة معه، ومن خلال محبتنا وخدمة بعضنا البعض. فالمسيحيّة ليست ديانة عادية، بل هي شخص يسوع الذي يجب أن نتبعه بعمق من خلال التأمل في كلمته، والصلاة، والتوبة الدائمة. إنّ شركتنا مع يسوع هي طريقنا إلى الشركة مع الله”.

وأوضح بأنّ هذه الوحدة “هي ثمرة التكامل في تعليم الإيمان، وخاصة من خلال المشاركة في القربان المقدّس، ومن خلال التعليم والثقافة والمعرفة والحب والتواضع، حاثًا “على أن تتجذّر المحبّة التي كانت في قلب يسوع فينا، وأن يكون الله “الكل في الكل” (1 كورنثوس 15: 28)، وأن نسير في نوره “بالروح والحق” (يوحنا 4: 24)، مع “الصبر والرجاء”. وقال “بهذه الطريقة سنجد القوة والعزاء والسلام”.

ودعا الكاردينال ساكو أيضًا إلى إعادة اكتشاف معنى الخدمة والرسالة والمرافقة، وطلب من المؤمنين تحويل كلمات البابا لاون خلال القداس الافتتاحي لحبريته في 18 مايو إلى عمل: “دعونا نسير معًا نحو الله كإخوة ولنحب بعضنا بعضًا”.

وخلال الاحتفال بالقداس الإلهي، تمّت مباركة ثمان أيقونات تمثّل مهد الكنائس الشرقيّة قبل أن يتم تركيبها في كابيلا المسيحيين الشرقيين. فاعتبارًا من يوم الأربعاء 28 مايو، تم افتتاح كابيلا مخصّصة للمسيحيين الشرقيين أمام جميع الزوار في قلب كاتدرائيّة نوتردام.

يُشار إلى أنّه، وبمبادرة من مؤسّسة “عمل الشرق”، تمّ إطلاق اليوم العالمي لمسيحيي الشرق عام 2018، كدعوة لجميع المسيحيين حول العالم للتجمّع والصلاة لإعادة اكتشاف أصول المسيحيّة، وتقريب المجتمعات المسيحيّة الشرقيّة والغربيّة من بعضها البعض.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى