أخبار مشرقية

الناطق بلسان النازحين السودانيين: قوات الدعم السريع ارتكبت مجازر راح ضحيتها مئات المدنيين

في وقت استعاد فيه الجيش السوداني السيطرة على بعض المواقع في العاصمة الخرطوم، ووسط استمرار هجمات قوات التدخل السريع في دارفور، قدم آدم نور محمد، المتحدث بلسان النازحين السودانيين في إيطاليا؛ صورة عن الأوضاع الراهنة في بلاده، لافتًا إلى أن السكان يفتقرون إلى المياه والطعام والأدوية، فيما يتواصل تدفق الأسلحة التي يُدفع ثمنها من عائدات الذهب السوداني.

ودعا نور محمد الجماعة الدولية إلى عدم نسيان السودان، مذكراً بأن البابا فرنسيس طلب في أكثر من مناسبة أن يصلي المؤمنون على نية السلام في العالم، وذكر أيضا السودان.

الأنباء الواردة من السودان تتحدث عن معارك عنيفة في العاصمة الخرطوم بين الجيش النظامي وقوات التدخل السريع في إطار الصراع المسلح الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023 بين القوات النظامية بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان والميليشيات الموالية لمحمد حمدان دجلو. وقد أعلن الجيش أنه استعاد السيطرة على القصر الرئاسي، فيما تحدثت قوات التدخل السريع عن هجوم شنته أسفر عن مقتل عشرات الجنود السودانيين، وقد قُتل في المواجهات 3 صحفيين يعملون لحساب محطة التلفزة الرسمية.

وقال آدم نور محمد: إن المواطنين يرفضون تقسيم السودان، لأن هذا الأمر سيولد المزيد من الآلام والمعاناة. وأوضح أن قوات التدخل السريع قامت مؤخرًا بتشكيل حكومة مصغرة، لكنها لا تحظى باعتراف السودانيين المقيمين والمغتربين على حد سواء. ولفت إلى أن هذه الميليشيات متواجدة في إقليم دارفور، وقد شنت خلال الأسبوع الماضي هجومًا واسع النطاق في شمال الإقليم، على مقربة من الحدود الليبية، استخدمت خلاله مئات الآليات، وأقدمت على ارتكاب مجازر ذهب ضحيتها مئات المواطنين المدنيين، لكن الجيش النظامي تمكن لاحقاً من صدّ الهجوم.

وقد أسفرت سنتان من القتال عن سقوط عشرات آلاف القتلى، مع أنه يصعب التأكد من العدد الفعلي، نظراً لانعدام الأمن في العديد من المناطق. المهجرون داخل البلاد يُقدر عددهم 12 مليوناً، فيما لجأ 3 ملايين آخرين إلى خارج البلاد، لاسيما إلى تشاد، مصر وجنوب السودان. وقد أعلنت الأمم المتحدة أن الأزمة السودانية هي اليوم أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني 2 شخص من انعدام الأمن الغذائي، وثلاثمائة وعشرون ألفاً يعانون من الجوع.

وقال الناشط السوداني، المقيم منذ عشرين سنة في إيطاليا: إن ظروف الحياة صعبة سيئة جداً، موضحًا أنه قدِم من غرب دارفور وأن والدته تقيم حالياً في أحد مخيمات النازحين في تشاد. وأضاف أن مخيمًا للنازحين تعرض مؤخراً لهجوم مسلح على أراض تشاد، كما حصل في مخيم زامزام في شمال دارفور، حيث يفتقر الأشخاص إلى المياه والطعام، مؤكدا أن الميليشيات تمنع أيضا وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين، وهم مسنون وأطفال ونساء يواجهون خطر الموت نتيجة النقص في الطعام والأدوية.

واتُهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب، فيما وُجهت إلى قوات التدخل السريع تُهمة ارتكاب عمليات إبادة. اتهاماتٌ يقول الطرفان إنها عارية من الصحة، في وقت يستمر فيه تدفق الأسلحة إلى السودان، في إطار تقاطع في التحالفات الدولية، إذ يتحدث المحللون عن تورط روسيا، إيران ودول عربية. وقال الناشط السوداني بهذا الصدد إنه تم العثور مؤخراً على شحنات للأسلحة مخبأة بين المساعدات الإنسانية، وثمة وثائق تثبت ذلك. وأضاف أن الأسلحة كانت في البداية تصل من تشاد، ومن هناك تدخل إلى غرب دارفور، أما اليوم فباتت تصل من جنوب السودان.

 (راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى